احتضنت رحاب ساحة أنوال ببني حذيفة، صبيحة يوم السبت 16 أكتوبر الجاري، لقاء تواصليا مع ساكنة جماعتي بني حذيفة وزاوية سيدي عبد القادر، من تنظيم المكتب الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بالحسيمة، وذلك تحت شعار: "من أجل ترسيخ سياسة القرب خدمة للتنمية المحلية". وجدير بالذكر، أن اللقاء عرف نجاحا لافتا على مستوى التنظيم والأسئلة المقلقة المثارة خلاله، وكذا الحضور النوعي والكمي لسكان الجماعتين المذكورتين، إضافة إلى تمثيلية جماعة بني عبد الله في شخص بعض المستشارين والمناضلين "الباميين".وقد افتتح هذا اللقاء التواصلي بكلمة ترحيبية من السيد بنسالم أكومي، رئيس الجماعة القروية لبني حذيفة. ليتسلم الكلمة، بعده، الأمين العام الإقليمي السيد منعم بلوقي، الذي أوضح بأن هذا اللقاء يأتي في إطار سلسلة اللقاءات التواصلية التي يعتزم الحزب، محليا، عقدها مع ساكنة جماعات الإقليم بعد مرور سنة على الانتخابات الجماعية الأخيرة، بهدف وضع تقييم أولي لحصيلة المجالس الجماعية خلال هذه المدة، والتواجد بجانب المواطنين/الساكنة والتحاور معهم وسماع آرائهم وانتقاداتهم واقتراحاتهم، وذلك في أفق رسم صورة أوضح عن الكيفية التي يتم بها تدبير وتسيير هذه الجماعات. مع إشارته، إلى أن الاقتراحات ينبغي أن تنطلق من السكان المدركين لمشاكلهم واحتياجاتهم ومتطلباتهم، فيما يبقى دور الحزب كقوة اقتراحية هو مساعدتهم على بلورة كل ذلك في إطار مشاريع مدروسة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع. وفي ذات السياق، اعتبر المتدخل أن هكذا لقاء يشكل فرصة سانحة، أمام الحزب والساكنة، لأجل تمتين أواصر التعاون والانخراط القوي في المشروع المجتمعي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يتخذ من سياسة القرب والتنمية المحلية أحد الأولويات والركائز الأساسية المعتمدة في برامجه السياسية. مع تبيان بعض معالم السياسة العامة التي تميز أداء الحزب إقليميا، والجدة في الأسلوب الذي يطبع ممارسته السياسية اليومية والمستقبلية.أما السيد أكومي، رئيس جماعة بني حذيفة، فقد أبرز أنه في إطار التوجه العام لحزب البام، تم استنفار جميع الطاقات لأجل وضع خارطة طريق ممهدة للعمل وفق رؤية واضحة ومتوازنة، لتخلص رئاسة المجلس إلى أن الشأن العام المحلي هو ممارسة يومية ومستمرة تؤطره جملة من الشروط الذاتية والموضوعية التي يجب استحضارها بغاية تلبية حاجيات وطموحات الساكنة، مع تفادي هدر الوقت والعشوائية في التسيير. واستجابة لذلك، يضيف، عمل المجلس الجماعي لبني حذيفة على دراسة الواقع المحلي وما يكتنفه من مقومات وإكراهات قصد وضع تصور للتنمية المندمجة بالجماعة، وفق ما تسمح به الإمكانات المتاحة والممكن تعبئتها، حيث يحتل الإنسان والمجال موقع الصدارة في هذا التصور، والذي يرتكز على ثلاثة محاور كبرى وأساسية: المحور الأول: هيكلة المصالح الإدارية الجماعية والتوزيع الأمثل للموارد البشرية. المحور الثاني: إعداد مخطط لموازنة ميزانية الجماعة. المحور الثالث: تفعيل محاور المخطط الاستراتيجي للتنمية الفلاحية والقروية المندمجة. وبالنسبة للسيد حميدو البنوضي، رئيس الجماعة القروية لزاوية سيدي عبد القادر، فقد ركز في تدخله على إبراز البرامج والمشاريع التي تم إنجازها وتنفيذها بتراب جماعته منذ 01/07/2009، من قبيل: مشروع برنامج كهربة العالم القروي الشمولي والذي بلغت تكلفته المالية 318500.00 درهم؛ ومشروع تزويد دوار تغزويت بالماء الصالح للشرب بتكلفة مالية بلغت 40260.00 درهم؛ وإحداث بستان نموذجي لشجرة اللوز بدوار تغزويت ب 100000.00 درهم؛ وإصلاح وصيانة مقر الجماعة واقتناء آلة الجرافة وبناء صهريج لجمع المياه بدوار تلكوزين وبناء ساقية بدوار آيث عمر وسعيد. إضافة إلى مشاريع أخرى مع شركاء آخرين، مثل: بناء وتجهيز دار الشباب وبناء ملعب لكرة القدم المصغرة، وذلك بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والإنعاش الوطني ومندوبية الشبيبة والرياضة؛ وتجهيز مركز تأهيل المرأة القروية، بشراكة مع مندوبية التعاون الوطني؛ وبناء إعدادية الثانوية، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية. كما أكد السيد البنوضي على انكباب جماعته على إعداد برامج ومشاريع أخرى سيتم تنفيذها في إطار المخطط الجماعي للتنمية خلال الثلاث سنوات المقبلة.لتمنح الكلمة، بعد ذلك، للحاضرين (من سكان الجماعات الثلاث) الذين شددت جل تدخلاتهم على أهمية وإيجابية اللقاء في حد ذاته، واضعين أصبعهم على المشاكل العديدة التي لا تزال الدواوير التابعة لجماعاتهم تعاني منها، لا سيما فيما يتصل بضرورة رفع العزلة عن هذه المداشر بالتغطية الشاملة لمسالكها الطرقية، وتزويدها بالكهرباء والماء الصالح للشرب، ومد قنوات الصرف الصحي وتطهير السائل والصلب في بعض المراكز؛ والاعتناء بقطاع التعليم عن طريق تشييد وحدات مدرسية وداخليات جديدة ودور للطلبة؛ وتجهيز دور الشباب وتزويدها بالأطر الكافية والكفأة كي يتسنى احتضان هؤلاء الشباب وإدماجهم في التنمية المحلية. كما أعرب المتدخلون أيضا عن تفاؤلهم باستراتيجية العمل التي يتبناها حزب الأصالة والمعاصرة، وانعكاساتها الإيجابية على جماعاتهم من خلال ما لمسوه من تغيير خلال هذه الولاية الانتخابية الجديدة، مقارنة بالسنوات الماضية التي ظلت فيها جماعاتهم، يؤكدون، نسيا منسيا فيما يسمى بمشاريع التنمية المحلية؛ ومعبرين في نفس الوقت عن رغبتهم في استمرار مثل هذا التواصل بين الحزب والساكنة، آملين أن يثبت "البام" فيما سيأتي أنه حزب حقيقي وليس كباقي الأحزاب الأخرى التي لا تسمع عنها ولا تراها إلا من مناسبة انتخابية لأخرى.وعقب ذلك، تناول الكلمة د. محمد بودرا، عضو الكتابة الوطنية والجهوية والإقليمية، ورئيس مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات، والذي أشاد بدوره بأهمية اللقاء، معتبرا إياه "سنة حميدة" تمكن الحزب من المكاشفة مع الساكنة، التي وضعت ثقتها في منتخبي الحزب، وتبني اقتراحاتها والدفاع عنها لتكريس سياسة القرب خدمة للتنمية المحلية. وفي هذا السياق، أشار د. بودرا إلى أن الريف أمامه فرصة تاريخية للنهوض بالتنمية الشاملة للمنطقة، بالنظر إلى العناية الموصولة التي يوليها جلالة الملك لهذه المنطقة منذ توليه مقاليد الحكم؛ وهذا، يردف، يعد أمرا جديدا ومهما بالنسبة لمنطقتنا التي عانت كثيرا في الماضي. ومن جهة أخرى، أكد بودرا على أن الانخراط في مشروع حزب الأصالة والمعاصرة جاء كبديل لمجموعة من الأحزاب الأخرى التي استغلتنا يقول كثيرا من غير أن تقدم لمنطقتنا شيئا يذكر، في الوقت الذي نشيد فيه بالدعم الكبير الذي ما فتئ يقدمه لنا اليوم حزبنا في سبيل الإقلاع التنموي بمنطقتنا على كافة المستويات، مركزا على الجانب الذي يهم البنيات التحتية الأساسية، خاصة وأن التنمية المحلية، يسترسل، تقوم على خمسة أركان أساسية، ألا وهي: الشبكة الطرقية، شبكة الإنارة العمومية، شبكة الماء الصالح للشرب، التعليم (المدارس) والصحة (المستشفيات). مشيرا في الأخير إلى الطموح القوي الذي يحذو الحزب لأجل تثبيت هذه الأركان واقعيا، إقليميا وجهويا. وبدوره، أوضح السيد عمر الزراد، عضو الكتابة الإقليمية ورئيس المجلس الإقليمي، أن هذا اللقاء يترجم أحد التوجهات الأساسية التي ارتكز عليها حزب الأصالة والمعاصرة، والمتمثلة في تحرير الطاقات المحلية للمشاركة الفعلية في التنمية المحلية، عوض انتظار التوجهات الآتية من فوق؛ كما أكد المتدخل أن البرامج المتبناة من قبل الحزب، إقليميا أو جهويا، نحن منخرطون فيها بقوة؛ وقد تم إيضاح ذلك، من قبله، من خلال التعريج على مجموعة من الأشغال التي تمت مباشرتها والإنجازات التي تم تحقيقها محليا، لا سيما في مجال قطاع التعليم الذي عرف قفزة نوعية، يقول، خاصة فيما يرتبط ببنيات الاستقبال (بناء مدارس وإعداديات)؛ مع لفت الانتباه إلى أن المشكل، على هذا المستوى، يتمثل أساسا في غياب ما سماه ب "الالتقائية المجالية" في بلورة وترجمة هذه المشاريع؛ وقد استدل على ذلك بما حصل، مثلا، في زاوية سيدي عبد القادر التي شيدت فيها إعدادية بدون دار للطالبة، مما جعل مشكل الهدر المدرسي يستمر ويطرح نفسه من جديد، فبادرنا، يؤكد، بالتدخل في المجلس الإقليمي والمجلس الجهوي لتفعيل اتفاقية مع وزارة التربية الوطنية لاستقبال أبناء المناطق النائية لمتابعة دراستهم في ظروف جيدة؛ مع التأكيد على أن المجلس الإقليمي مصمم ومقبل على بناء دار الطالبة بهذه الجماعة في القريب العاجل، بغاية إيجاد حل جذري لهذه المعضلة المتعلقة بالهدر المدرسي. كما توقف المتدخل عند مجموع المشاكل والاختلالات الحادة التي تعاني منها ساكنة الإقليم بصفة عامة في القطاع الصحي، مبرزا "المعركة" التي يخوضها الحزب محليا وجهويا ووطنيا لأجل الحد منها، وإصلاح وتأهيل هذا القطاع الحيوي المرتبط بحياة وسلامة المواطنين. مختتما تدخله، باستعداد كافة مناضلي الحزب للانخراط في معركة الدفاع عن المطالب المشروعة لساكنة تراب الإقليم.