تتابع وسائل الإعلام الهولندية باهتمام تداعيات تعيين فاطمة العاتق، 36 سنة، كأول عمدة مسلمة لمدينة زيبرغ، القريبة من العاصمة أمستردام، لتكون أول مغربية ترتدي الحجاب يختارها الهولنديون لتقلد منصب بتلك الأهمية. تعترف فاطمة العاتق، التي كانت نائبة في مجلس بلدية أمستردام قبل سنوات، أنها كافحت بإصرار لكي تستفيد من المساواة التي يضمنها القانون الهولندي، ولم تتردد في وصف المجتمع الهولندي بأنه غير مهيأ بعد لتقبل نماذج ناجحة للمهاجرين مثلها، مذكرة بالصراع الذي خاضته لإثبات نفسها كنائبة في أمستردام.ولدت فاطمة في أمستردام من أبوين مغربيين، ودرست البيولوجيا بجامعة «إتش بي أو» الهولندية، وانخرطت أثناء دراستها الجامعية في المنظمات الطلابية ذات التوجه السياسي، لتنضم إلى مجلس جهة «جيميينتراد» سنة 1998، ولتلتحق بعدها للعمل في وزارة العدل بمدينة «هاغ». وقدمت والدة فاطمة إلى هولندا قبل أربعين سنة دون أن تكون قادرة على القراءة والكتابة. «استخدمت والدتي القلم لأول مرة لكي تكتب اسمها وهي في عمر الستين، وهي تحرص الآن على الجلوس دائما إلى جانبي لكي تتهجى معي كلمات مقالات الجرائد التي أطالعها» تقول فاطمة. وحول ميولاتها السياسية، تبرر العمدة اختيارها خوض غمار السياسة بأنها كانت تحلم دائما بالمساهمة في تطوير المجتمع، مؤكدة أنه من السهل أن يتوفر الشخص على أفكار نقدية، لكن يبقى من الصعب عليه تحمل المسؤولية لصنع التغيير. ولدى سؤال وجهته لها الصحافة الهولندية حول ما إذا كان المسلمون في هولندا ينظرون إليها كناشطة مدافعة عن المرأة، ردت العاتق قائلة: «لا أفضل مثل هذه الشعارات، فأنا لا أناضل من أجل الحصول على حقوق متساوية مع الرجل، بل للحصول على المساواة بيني وبين المرأة الهولندية، فلست سوى امرأة مسلمة نشيطة في المجتمع وتسعى إلى إحداث تغيير في مجتمعها». وانخرطت فاطمة لسنوات كسفيرة لمنظمة «غيفين باك» المتخصصة في إعداد برامج لفائدة الثانويات الهولندية لمساعدة المراهقين المنحدرين من أصول مهاجرة.