في إطار تخليدنا لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ، فإن مكتب فرع الجمعية المفربية لحقوق الإنسان بغفساي ، يحيي المرأة المغربية المناضلة ، و يعتبر كرامتها من كرامة المجتمع و بالتالي فإن مناهضة العنف من مسؤولية المجتمع و الهيئات الديمقراطية السياسية و النقابية و الجمعوية ، و في هذا الباب فإنه يوافي الرأي العام و متتبعي أوضاع المرأة الريفية بملاحظاته وفق ما رصد في الموضوع من انتهاكات . إن ظاهرة العنف ذد المرأة و انتشارها مرتبط أساسا بثقافة الشعبية السائدة ، كما أن هذه الظاهرة تجد مكانها الخصب في المناطق الفقيرة و النائية ، و ذلك بارتباطها العضوي بالفقر و سيادة الثقافة الرجولية ، و هما عاملان أكثر انتشارا بالعالم الريفي ، و إدا كانت الإحصائيات وفق معطيات إحصائية و ميدانية بمجالنا الترابي تشير إلى أن كل40 امرأة واحدة منهم تصل إلى القضاء و أن عدد النساء المعنفات قد تجاوز خلال سنة 250 إمرأة فإن العدد التقريبي و بالتفريط للنساء المعنفات هو :250X40 =10000 ، و هذا العدد يوضح بالملموس أن مناهضة العنف ضد المرأة ضل طيلة هذه المدة شعارا يرفع عند المناسبات . كما العنف المعنوي و المادي ضد المرأة ضمن استمراريته حتى بالمؤسسات العمومية ، و يتضح بشكل مثير بالمؤسسات التعليمية بالإقليم ، و على سبيل الذكر ، - تشير المادة 2 من النظام الداخلي للثانوية التأهيلية الإمام الشطيبي كنموذج(و بالنسبة لجل المؤسسات التعليمية) : المؤسسة فضاء للحياة الجماعية و كل تلميذ يتمتع داخلها بحق الوقاية ضد كل أشكال العنف و التمييز مهما كان مصدره - قي حين تم استثناء التلميذة " المرأة " من هذا الحق ، و يتجلى هذا الاستثناء بشكل صريح في المادة 05 و التي تشير إلى إلزامية التلميذة فقط على ارتداء الوزراة داخل المؤسسة ، و هذا في حد ذاته تمييز بين الجنسين و بالتالي فهو عنف معنوي ضد المرأة . و فيما يتعلق بالنظام الداخلي الخاص بالقسم الداخلي تشير الإجراءات التأديبية إلى أن كل تلميذ خرج من المؤسسة دوت إذن من الإدارة يفصل عن الداخلية مدة 3 أيام ، فإن ارتكب نفس المخالفة يبعد عن الداخلية لمدة يحددها رئيس المؤسسة ، و إذا عاد للمرة الثالثة بفصل عن الداخلية بصفة نهائية .أما بالنسبة للفتيات الداخليات فبمجرد ما تخرج بدون إذن الإدارة فإنها تفصل عن الداخلية بصفة نهائيا .و هذا الأجراء يعتبر تمييز صريح بين الجنسين حتى في الإجراءات التأديبية على نفس الخطأ، كما أنه يجعل "المرأة" التلميذة في خانة الخطأ دائما و هي نغس الأطروحة العدوانية ضد المرأة التي نجدها في الثقافة الشعبية الموروثة " أساطير عبد الرحمان المجدوب " إن تحرير المرأة من السلطة الذكورية و إعادة اعتبار لنصف المجتمع يضل رهينا بالتزام المغرب على تفعيل بنود إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ، و المصادقة على البروتوكول الملحق بها و العمل بكل جدية و مسؤولية في ترجمة شعارات الكبرى التي ترفع في كل مناسبة إلى حقيقة ، و ذلك بنبذ كل السلوكات و التصرفات و المهينة بالمرأة و ما أكثرها في الثقافة التقليدية ، و دعم ثقافة حقوق الإنسان بالمؤسسات التعليمية ، كما أن التنظيمات الديمقراطية ، السياسية و النقابية و الجمعوية مطالبة بتحمل مسؤولياتها من جهة و مطالبة من جهة أخرى يوضع خطة عمل دقيقة من أجل استئصال هذه الظاهرة الهمجية ، و التي و مع الأسف الشديد تحقق استمراريتها من الثقافة التقليدية و يالمؤسسات التعليمية .