ارتفع عدد القتلى جراء القصف الذي قامت به القوات المغربية في الصحراء يوم الأحد الماضي، إلى 3 قتلى وفق ما أكدته مصادر إعلامية تابعة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي أشارت إلى وجود عدد من المفقودين الآخرين على إثر هذا القصف الذي حدث على مقربة من الحدود الموريتانية وبلدة عين بينتيلي. وحسب ذات المصادر، فإن الحصيلة الأولية التي تم الاعلان عنها مساء يوم الأحد وأمس الاثنين، كانت هي تأكيد مصرع شخصين، قبل أن يتم تأكيد مصرع شخص ثالث، ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى في ظل اختفاء آثر أشخاص آخرين الذين يجري البحث عنهم بمشاركة فرق بحث موريتانية. ولم يتم تحديد هوية القتلى إلى حدود الساعة، في الوقت الذي تتحدث فيه الأذرع الإعلامية التابعة لجبهة "البوليساريو"، أن القتلى هم أشخاص عُزل كانوا يعبرون الصحراء نحو موريتانيا، مشيرة إلى أن القصف المغربي أدى إلى تدمير العديد من الممتلكات والشاحنات، من بينها شاحنات تابعة لمواطنين جزائريين. وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا يدين ما وصفته ب"عمليات الاغتيال الموجهة باستعمال أسلحة حربية متطورة من قبل المملكة المغربية، خارج حدودها المعترف بها دوليا، ضد مدنيين أبرياء راح ضحيتها رعايا ثلاث دول". وحسب بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية التي اصدرته زوال اليوم، الثلاثاء، فإن "هذه الممارسات العدائية والمتكررة تنطوي عن مواصفات إرهاب دولة، فضلا عن استيفائها لجميع خصائص عمليات إعدام خارج نطاق القانون والقضاء، كما تعرض مرتكبيها للمساءلة أمام الأجهزة المختصة التابعة لمنظومة الأممالمتحدة". وأضاف البلاغ "إن الإمعان في التعدي على المدنيين، من خلال جرائم القتل العمدي مع سبق الإصرار يمثل انتهاكًا ممنهجا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني وجب إدانته بشدة وردعه بحزم". وفي الوقت الذي لم يعلن المغرب عن أي رد فعل حول هذا القصف الذي إذا صحت أنباءه فيُعتبر هو الثاني من نوعه خلال العام الجاري الذي تقوم به القوات المغربية، حسب ما هو معلوم لدى وسائل الإعلام المغربية والدولية، حيث شنت القوات المغربية في الشهرين الماضيين طلعة جوية استهدفت أماكن وعناصر تابعة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية. وجل الأقصاف التي تقوم بها القوات المغربية، هي تحدث في إطار الحدود الجغرافية للصحراء المغربية، وهي الحدود التي تلتصق بالحدود الجزائرية والحدود الموريتانية، ولا يعترف المغرب بأي مناطق تابعة لجبهة "البوليساريو"، أو التي تدعي أنها قامت بتحريرها من "الاحتلال المغربي". وفي هذا السياق، فإن القوات المغربية تعتبر أن أي تحركات مشبوهة داخل الحدود المؤطرة بالحدود الجزائرية والحدود الموريتانية، هي تحركات قابلة للاستهداف العسكري، كما أن هذه المناطق تُعتبر حاليا أماكن تجري فيها مواجهات عسكرية، بعد عودة "البوليساريو" للعمل المسلح ضد المغرب، وبالتالي فإن حدوث قصف يبقى وارد في أية لحظة.