لا يوجد سياسي في مدينة طنجة، أصبح حديث كل المهتمين بالمجال السياسي قبل شهر ونيف من تاريخ الانتخابات الثلاثية المنتظرة يوم 8 شتنبر 2021، مثل عبد الحميد أبرشان رئيس مجلس عمالة طنجة - أصيلة، حيث إن الرجل أصبح ينتقل من حزب إلى حزب دون أن يجد له مكانا يستقر فيه ليترشح باسمه لانتخابات البرلمان ومجلس الجماعة، لدرجة أنه لجأ إلى الترشح لانتخابات الغرف المهنية بلائحة "مستقلة". واختار أبرشان، وهو أيضا رئيس فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، أن يترشح لانتخابات غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجةتطوانالحسيمة، برمز "كرة القدم"، لكن الرمز الحزبي الذي سيترشح به للانتخابات الجماعية والتشريعية لا يزال غامضا، فبعدما غادر حزب الاتحاد الدستوري الذي ظل يدافع عن شعاره منذ التسعينات، تاهت به السبل بين عزيز أخنوش وإدريس لشكر. ففي أبريل الماضي فاجأ أبرشان الجميع بإعلان التحاقه بحزب التجمع الوطني للأحرار بصورة ملتقطة في الرباط مع أمينه العام عزيز أخنوش ومنسقه الجهوي رشيد الطالبي العلمي، وكان المبتغى هو وصوله إلى عمودية مدينة طنجة، لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه سفن رئيس اتحاد طنجة، حين دخل في صراع مع المنسق الإقليمي عمر مورو، انتهت بوقوف القيادة الوطنية لحزب الحمامة مع هذا الأخير، الذي رشحته وكيلا للائحتها في الانتخابات التشريعية بطنجة. وعمليا، أصبح أبرشان بعيدا عن حزب "الأحرار" منذ أن بدأ هذا الصراع، لكنه ظل يجالس قادة أحزاب أخرى بحثا عن "التزكية"، حيث جرب حظه مع حزب الاستقلال ثم مع الحركة الشعبية قبل أن يعلن بنفسه عودته إلى الاتحاد الدستوري، وهو الأمر الذي اتضح أن "غير دقيق"، فالأمين الجهوي لحزب "الحصان"، البرلمان محمد الزموري، لم يعطه بعد الضوء الأخضر للعودة. وفي تفاصيل الحكاية، أن أبرشان اتصل بالزموري هاتفيا لإخباره برغبته في العودة إلى صفوف الاتحاد الدستوري، لكن هذا الأخير، الذي يوجد في إسبانيا والغاضب من مغادرة رئيس اتحاد طنجة لحزبه في غفلة منه، أخبره أن ينتظر إلى حين عودته للمغرب ليجلسا معا ويناقشا "الأنسب لهما"، وهو الأمر الذي جعل أبرشان يحس ب"الإهانة". غير أنه كان يحتفظ بخيار آخر وهو الالتحاق بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي تحدث مع أمينه العام إدريس لشكر قبل أيام من إعلان عودته إلى الاتحاد الدستوري، لذلك سارع مقربون منه لإعلان التحاقه بحزب "الوردة"، ليكون قد ضربا رقما قياسيا في "الترحال الحزبي" بعدما تنقل بين 3 أحزاب في أسبوع واحد. وإلى الآن لا يُعرف اللون الحزبي الذي سيترشح أبرشان باسمه في نهاية المطاف، لكن الواضح أيضا هو أن الرجل أصبح "تائها" بعدما لم يستطع حسم رهانه بين عمودية طنجة وعضوية مجلس النواب بحكم المتغيرات القانونية الجديدة التي تجعل حالة التنافي قائمة بين المنصبين، لكنه أصبح مهددا أيضا بفقدان المنصب الذي اعتاد الحصول عليه وهو رئيس مجلس العمالة.