في آخر المستجدات المتعلقة بأزمة الهجرة التي ضربت سبتة منذ أول أمس الإثنين، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، أن قوات الأمن الإسباني في مدينة سبتة، تمكنت من ترحيل 4 آلاف شخص ممن قاموا باقتحام المدينة منذ الساعات الأول من يوم الإثنين الماضي. وحسب ما نقلته أوروبا بريس عن وزارة الداخلية الإسبانية، فإن هذا العدد من الأشخاص الذين تم إخراجهم من سبتة في اتجاه التراب المغربي، يمثلون نصف العدد الذي اقتحم سبتة في اليومين الأخيرين، حيث لازال حوالي 4 آلاف آخرين في سبتة. وأضاف ذات المصدر، أن السلطات الأمنية في سبتة ستعمل على مواصلة عمليات الترحيل من المدينة إلى المغرب في مقبل الساعات، وبالتالي يُتوقع أن يكون جل المقتحمين قد تمت إعادتهم إلى المغرب خلال اليوم الأربعاء، في حين لم يتم تسجيل أي محاولات اقتحام جديدة للمدينة. وذكرت مصادر إعلامية إسبانية، أن تعزيزات أمنية هامة في صفوف الجيش والشرطة حلت بالمدينة في الساعات الماضية، من أجل التصدي لأي اقتحامات على حدود سبتة، وستظل تلك التعزيزات الأمنية حاضرة في المدينة إلى حين عودة الأمور إلى طبيعتها. ودخل الاتحاد الأوروبي على خط أزمة الهجرة هذه، عبر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، الذي أعرب عن دعم الاتحاد الأوروبي لإسبانيا في هذه الأزمة، وطالب بالمقابل من المغرب التعاون في مجال الهجرة السرية، مشيرا إلى أن حدود سبتة هي حدود الاتحاد الأوروبي ككل. وقال ميشيل، بأن "التعاون والثقة والالتزامات المشتركة يجب أن تكون مبادئ العلاقة القوية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب". ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، بأنها أبلغت سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، إنزعاج إسبانيا من تدفقات المهاجرين على سبتة، مشيرة إلى أن المغرب وإسبانيا ملتزمان بالتعاون في قضايا الهجرة السرية. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المتتبعين للعلاقات المغربية الإسبانية، يرون أن ما حدث في سبتة له علاقة مباشرة بتوتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا بسبب تواجد زعيم الحركة الإنفصالية للبوليساريو على التراب الإسباني، حيث تم استقباله بطريقة سرية من أجل العلاج. وأعرب المغرب عن أسفه لاستقبال إسبانيا لزعيم حركة إنفصالية تنازعه على أقاليمه الصحراوية، وطالب إسبانيا بتقديم مبررارت مقنعة، مهددا بقطع علاقات التعاون في العديد من المجالات، كالأمن والهجرة.