قررت شركة الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات "كازا إيفنت"، المسؤولة عن تدبير ملعب محمد الخامس، إغلاقه في وجه فريقي الرجاء والوداد الرياضيين، إلى غاية نهاية أكتوبر الجاري، من أجل إخضاع عشبه للصيانة، خلال الأسابيع الثلاث المقبلة. وكما كان منتظرا، فإن "دونور" سيغلق أبوابه، مباشرة بعد المباراة التي ستجمع الوداد بضيفه المريخ السوداني، غدا الخميس، لحساب إياب الدور الأول من كأس محمد السادس للأندية الأبطال، مما سيظطر قطبي العاصمة الاقتصادية للبحث عن ملعب "بديل" خلال فترة الإصلاحات. واختارت الشركة المذكورة إخضاع أرضية الملعب للإصلاحات، مستغلة هذه الفترة الزمنية من "الأجندة"، التي تتزامن مع تواريخ التوقف الدولية "فيفا"، قبل أن تزدحم رزنامة مباريات الرجاء والوداد، بدءا من نونبر المقبل، خاصة أن الفريقان يلعبان على صعيد ثلاثة واجهات؛ البطولة الإحترافية الوطنية، عصبة الأبطال الإفريقية، بالإضافة إلى كأس محمد الخامس للأندية الأبطال العربية. جدير بالذكر أن إغلاق "دونور"، سيجعل إدارة الرجاء في مهمة صعبة للبحث عن ملعب لاستضافة مباراتها المؤجلة عن الجولة الأولى من البطولة الاحترافية، المقرر أن تجمع الفريق "الأخضر" بضيفه رجاء بني ملال، مساء الأحد المقبل، حسب ما أعلنته لجنة البرمجة التابعة للعصبة الاحترافية الوطنية. إصلاحات موسمية.. 22 مليار كلفة إجمالية 22 مليار سنتيم، هكذا كانت تكلفة الغلاف الإجمالي لإصلاح وتأهيل مركب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء، عبر شطرين؛ أول كلف 10ملايير سنتيم وثان بغلاف 12 مليار سنتيم، هم مستودعات الملابس، تثبيت الكراسي الجديدة، تهيئة المدرجات، شاشتان عملاقتان، نظام ولوج الملعب، مكان اقتناء التذاكر وكاميرات المراقبة بالإضافة إلى المرافق الصحية، كما تم تخصيص ما تبقى من الميزانية المرصودة للمرحلة الثانية من الإصلاح، أي المحيط بأكلمه. هذا في الوقت الذي تكلفت فيه وزارة الشباب والرياضة بميزانية إصلاح المسبح الأولمبي، وإعادة تهيئة القاعة الرياضية، بعدما طالبت الشركة في وقت سابق برفع الميزانية، حسب ما صرح به عبد المالك الكحيلي، نائب عمدة البيضاء، في تصريح سابق. الأرقام المالية الصارخة من أجل تأهيل "دونور"، طرحت علامات الاستفهام، حول ما إذا كان من الأجدر التفكير في بناء ملعب آخر بمواصفات حديثة، أو دعم فريقي الرجاء والوداد الرياضيين من أجل تشييد صرح رياضي خاص بهما، عوض الغوص في نفس المشاكل مع كل موسم كروي والعيش تحت "رحمة" مجالس التدبير المحلية. من يتحمل المسؤولية ؟ في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات الساخطة على الحالة التي تعيشها بعض المرافق الحيوية داخل ملعب محمد الخامس؛ النفق الأرضي للاعبين، المنظقة المختلطة وقاعة الندوات..إلخ، فإن شركة "كازا إيفنت" رمت الكرة في معترك الأندية المستضيفة للمباريات، كما برأت نفسها من تحمل مسؤولية هذا الشأن. معلوم أيضا أن "دونور" على غرار المنشآت الأخرى بالعاصمة الاقتصادية، يخضع لوصاية السلطات المحلية المنتخبة، ممثلة في مجلس مدينة الدارالبيضاء، الأخير الذي يشهد صراعات "سياسوية" متواصلة، يصل صداها إلى ملف ملعب محمد الخامس، حتى أن البعض يعتبر أمر إغلاقه الموسمي قرارا "سياسيا" لا غير.