1. الرئيسية 2. المغرب الكبير بسبب التسلح والعداء تُجاه المغرب.. الجزائر لا تستطيع تنفيذ تهديداتها بإيقاف إمدادات الغاز نحو إسبانيا الصحيفة – محمد سعيد أرباط الجمعة 24 ماي 2024 - 16:06 سبق أن لوحت الجزائر بورقة الغاز ضد إسبانيا مرارا، بسبب الأزمة الدبلوماسية والسياسية التي كانت قد نشبت بين البلدين، بعدما أعلنت مدريد تغيير موقفها "المحايد" في قضية الصحراء إلى دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، وهو الأمر الذي دفع بالجزائر لقطع علاقاتها مع مدريد ابتداء من مارس 2022 وقد استمرت قطيعتها 19 شهرا. واضطرت الجزائر منذ نونبر الماضي إلى ترميم علاقاتها مع إسبانيا بشكل تدريجي، بعدما أيقنت أن الشرط الذي وضعته لإنهاء قطعيتها مع مدريد، والذي تُطالب من خلاله إسبانيا بالتراجع عن موقفها الداعم للمغرب من أجل إصلاح العلاقات، (أيقنت) مع مرور الشهور باستحالة تحقيقه، لتضطر للتراجع عن تعنتها. وكانت الجزائر، خلال فترة القطيعة، قد هددت بقطع الغاز على إسبانيا أكثر من مرة، لكنها لم تفعل ذلك، بسبب وجود اتفاقيات مسبقة تم توقيعها بين الطرفين، قبل أن تنشب بين البلدين الأزمة الدبلوماسية الناجمة عن موقف مدريد من قضية الصحراء. غير أن تحليل جديد، للخبير الإسباني، بيدرو كناليس، نشرته صحيفة "أتالايار"، يقدم رؤية مختلفة عن ما كانت تتداوله الصحافة خلال الأزمة الجزائرية – الإسبانية، وخاصة فيما يتعلق بالتهديدات الجزائرية بقطع الغاز على إسبانيا، حيث قال الخبير المذكور، إن الجزائر لم تكن قادرة على قطع الغاز مع إسبانيا بأي حال من الأحوال. وقدم كناليس مجموعة من المعطيات التي يرى أنها أسباب دقيقة تدفع الجزائر إلى عدم الاستغناء عن بيع الغاز لفائدة إسبانيا بالرغم من الأزمة بين البلدين أنذاك، ومن بين تلك الأسباب، العداء الجزائري تُجاه المغرب والصراع الثنائي بين الطرفين في المنطقة بسبب قضية الصحراء. وحسب كناليس، فإن الجزائر تُعول على عائدات الغاز بشكل كبير من أجل اقتناء الأسلحة ومواصلة سباق التسلح مع المغرب، وبالتالي ما كان يُمكن أن تُفرط في شريك مهم مثل إسبانيا في مجال استيراد الغاز الجزائري، لأن ذلك سيُشكل ضربة مهمة لعائداتها المالية من نشاط بيع الغاز. كما أشار نفس الخبير، إلى أن الجزائر تُعول على إسبانيا في نقل الغاز، وفي مشاريع نقل الهيدروجين مستقبلا، وبالتالي لا يُمكنها أن تُفكر في إيقاف نشاط أنبوب "ميدغاز" الوحيد الذي لازال يربطها بإسبانيا، بعدما أوقفت في السابق أنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" الذي يعبر المغرب نحو إسبانيا والبرتغال. ويأتي هذا التحليل، في وقت تجددت في الصحافة الدولية تقارير تتحدث عن احتمالية أن تقوم الجزائر بقطع الغاز على إسبانيا، في حالة إذا باعت شركة "ناتورجي" الإسبانية التي تُعتبر من بين أكبر الشركات الإسبانية المستوردة للغاز من الجزائر، حصصها لشركة "طاقة" الإماراتية. وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية إسبانية في الأيام الأخيرة، أن المفاوضات بين "ناتورجي" وشركة "طاقة" الإماراتية قد وصلت مرحلة متقدمة، ومن المحتمل أن تستحوذ "طاقة" على أغلب أسهم الشركة في الشهور المقبلة.