1. الرئيسية 2. المغرب ورطة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.. هل تم تسريب بلاغ إعلان شهر رمضان لقناة MEDI 1 TV قبل نشره في وكالة المغرب العربي للأنباء؟ الصحيفة من الرباط الأثنين 11 مارس 2024 - 15:32 لم تجد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مهربا من حالة الحرج التي تسبب فيها تأخر إعلانها نتائج مراقبة هلال شهر رمضان، إلا عبر إصدار بلاغ جديد اليوم الاثنين، يهاجم وسائل الإعلام التي نشرت بلاغا منسوبا لها يعلن الثلاثاء أول أيام الصيام، مُتجاهلة أن هذا الخبر نُشر عبر وسيلة إعلامية مملوكة للدولة، وهي ميدي 1 تي في. وأعربت الوزارة التي يوجد على رأسها الوزير أحمد التوفيق منذ 22 عاما، عن "أسفها الشديد لما صدر من بعض وسائل الإعلام، عشية يوم أمس الأحد، بخصوص الإعلان عن يوم بداية شهر رمضان" داعية إلى "انتظار الإعلان الصحيح مستقبلا في مثل هذه المناسبة حصريا من وكالة المغرب العربي للأنباء أو من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة". وأوردت للوزارة "فقد تسابقت بعض هذه الوسائل في افتراء الكذب على الوزارة إلى حد نشر صورة بلاغ مزور، وحيث إن التجربة دلت على أنه ميؤوس من التزام بعض أصحاب هذه الوسائل بالصواب والحق وقد سبق تنبيههم سابقا، فإن الوزارة تعلن أنها أحرص على أن تبلغ للرأي العام خبر نتيجة مراقبة الهلال بمجرد انتهاء وقت المراقبة في الجهات الجنوبية إذا لم يظهر في الشمال، وهو في حالة الأمس الساعة السابعة وسبع وثلاثين دقيقة، وبعد أربع دقائق كان البلاغ الصحيح من الوزارة قد صدر عن وكالة المغرب العربي للأنباء". وطالبت الوزارة "وسائل الإعلام النزيهة أن تتبين"، مضيفة "والنصيحة لعموم الناس هي أن ينتظروا الإعلان الصحيح مستقبلا في مثل هذه المناسبة حصريا من وكالة المغرب العربي للأنباء أو من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، علما بأن بعض المواقع المتهافتة قد نسبت هذا الإعلان زورا وقبل الوقت حتى لوكالة الأنباء". ماذا عن ميدي 1 تي في؟ ما نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يتجاهل حقيقة ثابتة، وهي أن قناة مملوكة للدولة، وهي "ميدي 1 تي في"، نشرت البلاغ عبر موقعها الإلكتروني، نقلا عن وكالة المغرب العربي للأنباء على الساعة السابعة و18 دقيقة مساء، في حين تقول الوزارة إن التحقق من عدم رؤية الهلال كان في تمام السابعة و37 دقيقة، وصدور البلاغ "الصحيح" بعد ذلك ب4 دقائق، أي في تمام السابعة و41 دقيقة. خبر إعلان شهر رمضان يوم الثلاثاء كما نشرته قناة "ميدي1 تيفي على الساعة السابعة و18 دقيقة مساء وبغض النظر عن أن إمكانية صياغة بلاغ رسمي وتعميمه أمر شبه مستحيل في غضون 4 دقائق، إلا أن ما على الوزارة تفسيره هو كيف وصل البلاغ "المزور" إلى ميدي 1 تي في إذن، وهي قناة أصبحت، حسب مرسوم القرار الصادر عن رئيس الحكومة تحت رقم 2.23.679، المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 19 فبراير 2024، تابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي دعت الوزارة إلى اعتماد ما يُنشر عبر منابرها الإعلامية. والواضح أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، اختارت الهروب إلى الأمام، والحديث، بكثير من التعالي، عن أن البلاغ الذي نشرته وسائل الإعلام المغربية يوم أمس "مزور"، مُتفادية طرح احتمال آخر، وهو أن يكون هذا البلاغ قد سُرب مبكرا من مكاتبها إلى مؤسسات عمومية رسمية وخاصة، وأن تأخرها عن إعلان نتيجة رؤية الهلال لم يكن لديه ما يُبرره. قصاصة "لاماب" التي تظهر أن الوكالة الرسمية نشرت بلاغ وزارة الأوقاف بعد نشره في قناة "ميدي1تي في" ب 26 دقيقة! وكان من الواضح، فلكيا، ووفق المنهجية العلمية الأكثر دقة لرؤية الهلال بالعين المُجردة، والمعتمدة في المغرب وسلطنة عمان حصرا، أن ثبوت الرؤية غير ممكنة بعد مغرب يوم أمس الأحد، لكن مع ذلك ظلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية متأخرة في إعلان النتيجة "الرسمية"، مُستعينة بمسار تقليدي لإيصال المعلومة إلى أكثر من 37 مليون مغربي. والثابت، أن الوزارة التي يوجد على رأسها وزير بلغ ربيعه الثمانين، لا زالت عاجزة عن تطوير منظومتها التواصلية، على الرغم من أن الأمر يتعلق بأغنى وزارة في المغرب، مُكتفية بالاعتماد على موقع إلكتروني مُتقادم جدا، لا يخضع للتحديث إلا نادرا، وتنتظر من وسائل إعلام عمومية وسيطة إيصال المعلومة نيابة عنها، في حين كان بإمكانها نشرها ببساطة عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة لها.