قالت صحيفة "إلدياريو" الإسبانية، إن الحكومة قررت إعادة إحياء مشروع الربط القاري مع المملكة المغربية عبر نفق تحت الماء يقطع عمق مضيق جبل طارق من جنوب إسبانيا إلى شمال المغرب، بعد تخصيص ميزانية لفائدة الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (Segecsa) المكلفة بالمشروع. وحسب ذات المصدر، فإن السلطة التنفيية التابعة للحكومة الإسبانية، قررت تخصيص 750 ألف أورو من ميزانية سنة 2023 لفائدة "Segecsa" في إطار مخطط لإعادة إحياء الدراسات المتعلقة بإنجاز مشروع الربط القاري، بعد تحسن العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد وتجاوز الأزمة الدبلوماسية. وأضاف نفس المصدر، أن هذه الخطوة من طرف الحكومة ستكون حاسمة في هذا المشروع، وسيعطي دفعة قوية نحو الاقتراب من بداية الإنجاز، مشيرة إلى أن الجمعية الإسبانية المكلفة بالمشروع، ستعمل بالمبلغ المخصص لتحديث الدراسات التي كان قد جرى إنجازها في السنوات والعقود الماضية. وأشارت "إلدياريو"، أن "Segecsa" تعاقدت مع شركة ألمانية متخصصة في إنجاز الدراسات وإنشاء المشاريع المرتبطة بالأنفاق تحت الماء، من أجل تقديم تصاميم هندسية لإنجاز نفق يربط إسبانيا بالمغرب، يكون شبيها بالنفق الذي يربط بين فرنسا وبريطانيا. ونقلا عن مسؤولي الجمعية الإسبانية المكلفة بإنجاز هذا النفق الواعد، تضيف الصحيفة، أن هذا المشروع سيكون مخصصا لتنقل المسافرين والبضائع في نفس الوقت، متوقعة أن ينقل 9,6 مليون شخص في سنة 2030 عند إنجازه، إضافة إلى نقل 7,4 مليون طن من البضائع. ونقلت الصحيفة الإسبانية تصريح أحد الخبراء الذي أكد على ضرورة أن تكون العلاقات بين المغرب وإسبانيا أقوى مما هي عليه حاليا، وأن يُعلن البلدان عن رغبة قوية من أجل إنجاز هذا المشروع في السنوات المقبلة، بالنظر إلى حجمه والتعقيدات المرتبطة به. جدير بالذكر، أن هذا المشروع كان قد تم الاعلان عن إنجازه منذ عقود، بين الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، والملك الإسباني السابق خوان كرلوس، وكان قد تم إنجاز العديد من الدراسات لإنجازه، إلا أن هذا المشروع بقي طي الأوراق إلى حدود الساعة. غير أنه في السنوات الأخيرة، بدأت تظهر العديد من المؤشرات عن رغبة الرباط ومدريد في إخراجه للوجود.