رغم الوضع الوبائي المقلق الذي تعرفه الجهة الشرقية بالمغرب، ومنها إقليمالناظور، والمطالب الأخيرة بإنشاء مستشفى ميداني، لاحتواء الأعداد المتزايدة للمصابين بفيروس كورونا المستجد، وتخفيف الضغط على المستشفى الحسني، إضافة إلى افتتاح مستشفيات القرب من بينها زايو، إلا أن المنشأة الصحية، التي كان يُفترض أن تفتح أبوابها قبل سنوات، ما تزال مغلقةً، وسط تساؤل الساكنة عن سبب ما أسمته "العبث". وكان نشطاء من الإقليم، قد أطلقوا، منذ حوالي أسبوع، حملة "أنقذوا الناظور"، على موقع "فيسبوك"، داعين من خلالها، إلى ضرورة إنشاء مستشفى ميداني لتجنب وقوع كارثة بالمنطق، في ظل الارتفاع الكبير في عدد الإصابات اليومية، إضافة إلى فتح مستشفيي القرب بمدينتي دريوش وزايو، الأخيرة التي جدّدَ ساكنتها، تساؤلاتهم عن مصير هذا المركز الصحيّ. ويشكو ساكنة زايو، ونواحيها، من غياب المستشفى، حيث يضطرون للسفر إلى مدينة الناظور، أو بركان، من أجل تلقي العلاج، أو الولادة، كما أن المستوصف الصغير الذي يقع وسط جماعة زايو، يعاني من غياب أبسط الوسائل الأولية للتطبيب، وهو ما يزيد من معاناة المواطنين، الذين يجبرون إما على التوجه للحسني أو الدرّاق، لمن يملكون مصاريف التنقل، أو البقاء في بيتهم وانتظار ما سيحدث، بالنسبة للفقراء. وأعرب مجموعة من ساكنة المدينة المذكورة، عن سخطهم من استمرار هذا التأخر غير المبرر، حيث قال أحدهم في حديثه : "مستشفى القرب تعطل بزاف وحنا في أمسّ الحاجة ليه، كانوا كيواعدونا بالفتح ديالو قبل ثلاث سنوات ومزال كنتسناو، أنا بصفي من قاطني المدينة، كنقول بلي المستشفى تجاوز الوقت لي خاس يتفتح فيه، وشخصيا فاش كنبغي نمشي للمستشفى كنضطر نتنقل حتال بركان ولا الناظور". وبعد عودة الحديث في أوساط ساكنة زايو، عن مستشفى القرب، وسبب استمرار هذا التأخر، خرج أحمد بزعين، نائب رئيس جماعة زايو، لينشر على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورتين لمراسلتين، وجههما المجلس، إلى وزير الصحة، خالد أيت الطالب، وذلك بغيةَ إبعاد أصابع الاتهام عن الجماعة التي قيل إنها تخاذلت بخصوص الموضوع، ورمي الكرة في ملعب الوزارة الوصية على القطاع. وطالب المجلس الجماعي في المراسلة الأولى، التي وُجهت لوزير الصحة، في ال 12 من شهر أكتوبر الماضي، بتدارك التأخر في افتتاح مستشفى القرب، وإيلائه ما يجب "من العناية والاهتمام، خاصة في مجال الموارد البشرية والمستعجلات"، ملتمساً من أيت الطالب، تنبيه مسؤوليه بالناظور، للوضع الصحي بزايو لرفع ما سماه "التقصير الكبير الذي يشتكي منه الجميع". وعاد المجلس، ليجدّد، في ال 23 من الشهر نفسه، مطلبه، في مراسلة أخرى وزير الصحة، في إطار تنزيل ما قُرّرَ في دورة أكتوبر، بشأن تقديم ملتمس للتسريع بفتح مستشفى القرب المتعدد التخصصات، "مع تجهيزه وتأطيره بالوسائل البشرية والمادية واللوجستيكية، لتقديم الخدمات الصحية الكاملة في أحسن الظروف". وطالب المجلس في مراسلته الثانية، بضرورة تدخل وزير الصحة، "والعمل على تدارك هذا التأخير"، نظرا لما "يكتسيه المشروع من أهمية لدى ساكنة زايو والجماعات المجاورة والخدمات الصحية التي سيسديها لفائدة مرضى المدينة والقرى المجاورة لها، وأنه سيخفف الضغط الذي يعرفه المستشفى الإقليمي ويوفر عن الساكنة عناء التنقل إلى الناظور، للعلاج". وسبق لرئيس المجلس الجماعي، محمد الطيبي، أن وجه أصابع الاتهام بشكل مباشر لوزارة الصحة، حين قال في تصريحات لوسائل إعلام محلية، عقب دورة أكتوبر، إن "الوزارة لم تهيء نفسها جيداً لكي تأتي لفتح المستشفى"، مشدداً على أن البناية موجودة والتجهيزات موجودة، ولكن لابد من توفير موارد بشرية، لأنه "مغاديش نفتحو باش يبقاو ناس يتفرجو فالمرضى"، على حد تعبيره. النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، إبتسام مراس، سبق لها طرحت الموضوع على وزير الصحة، خالد أيت الطالب، حيث تساءلت عن سبب استمرار هذا التأخر، في لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، إلا أن الأخير، أعطى جواباً غير دقيق، برده عليها ب"زايو غادي نخرجوه.. زايو غادي يخرج هو والدريوش.. غادي نجيو نحلوه إن شاء الله". كلام وزير الصحة، مرّ عليه قرابة الشهرين، دون أن يتم افتتاح المستشفى، الذي كان مقرراً له أن يدخل حيز الخدمة، بداية سنة 2017، وهو ما زاد التساؤلات والحيرة وسط الساكنة، التي باتت تُطلق عليه "مستشفى القرن"، بدل "القرب"، في إشارة إلى التأخر الكبير الذي طالَ انطلاقَ خدماته، بالرغم من أن الإقليم، بات في حاجةٍ ماسةٍ لافتتاحه، في ظل تفاقم الوضع الوبائي بالمنطقة.