قبالة مقر قيادة كبدانة القديم وقرب مسجد اركمان وفي أحد الأزقة القريبة من جماعة اركمان، تقبع شقيقتان مسنّتان داخل غرفة ضيقة اشبَه بِحُفرة..لا يتوافر فيها الحد الأدنى من السلامة العامة ومتطلبات الحياة والعيش الكريم. الغرفة التي تقع في الطابق الارضي من المنزل المهدد بين لحظة وأخرى بالانهيار على الغرفة ومن فيها، والتي تعشّش فيها الرطوبة والعفونة وتتآكل جدرانها التصدّعات والتشقّقات وهي تشكل الملاذ الوحيد الامن للشقيقتين، تنامان فيها على كنبتين قبالة بعضهما البعض هي غرفة منامة وغرفة طعام واستقبال، وهناك غرفة لقضاء حاجة المسنة المقعدة التي تدير شقيقتها الاصغر كل حاجاتها، وهي راقدة على كرسي متحرك صغير، علما ان الأولى باتت هي ايضاً بحاجة الى من يهتم بها. تقول “خيرة” التي لا تزال تحافظ على حاستي السمع والكلام ل “اريفينو”: “جئنا لهذا البيت ولا نزال نعيش فيه،بعدما تنكر لنا اخواننا بعد وفاة الأب والأم ، لدينا شقيقين احدهم يقيم مع عائلته خارج الناظور لا يسأل عنا ولا يهتم بنا ،وما عدا ذلك لا احد يسال او يهتم او يطمئن علينا سوى بعض ابناء الحيّ الذين يوفرون لنا احيانا بعض الطعام خاصة في المناسبات . الأخت المقعدة مهددة بالموت وهي بحاجة ماسة الى نقلها فوراً الى مأوى للعجزة. اما “خيرة” فهي بحاجة الى بيت صغير ومكان امن ولائق للعيش ولو بالحد الادنى من الشروط المناسبة كما انها في حاجة لمن يتكفل بمصاريف علاجها. وختاما هي ليست صرخة، وانما لفتة الى كل شخص يشعر انه معني بالوضع الحياتي والانساني للشقيقتين، ودعوة للمبادرات الإنسانية التي عودتنا القيام بأعمال تطوعية وانسانية واجتماعية، للمساهمة ضمن امكاناتها بأي عمل من شأنه انقاذ حياة “خيرة” وشقيقتها من الموت غير الرحيم.