بمناسبة كل من اليوم العالمي للمعاقين واليوم العالمي لحقوق الإنسان قامت جمعية ملتقى الأجيال لتنمية المجتمع بإمزورن يومه الأحد 13 دجنبر 2009 بزيارة تفقدية تواصلية أولى من نوعها لفائدة أسرة قروية ( أسرة المختار مفيد ) المتكونة من أب المختار وأم نزيهة وأطفال خمسة ، إثنان سليمان وثلاثة معاقين وهنا بيت القصيد. فعلى بعد 30 كلم من مدينة امزورن في اتجاه جماعة تفروين وبالضبط دوار تغدوين تحدت عضوات جمعية ملتقى الأجيال لتنمية المجتمع صعوبات المال والجبال والحبال ( التقاليد والأعراف ) وصعوبات العباد والبلاد وصعوبات البشر والحجر والشجر، فقمن بهذه الزيارة وحججن إلى هذا الدوار واستقبلن من طرف الأسرة بترحاب كبير وفرحة عارمة مع العلم أنه لم يكن هناك إخبار ولا معرفة مسبقة على الإطلاق. وقد قدمت الجمعية لهذه الأسرة مساعدة متواضعة على قدر استطاعتها وتتمثل في مبلغ مالي رمزي وأغذية وأغطية وألبسة وبعض حاجيات هؤلاء الأطفال. ومما تجدر الإشارة إليه أن الجمعية قامت ببحث مضن وشاق للبحث عن أشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في وضعية عائلية صعبة إلى جانب الإعاقة فاهتدت إلى هذه الأسرة التي تشكل نقطة في بحر. فمن مدينة إمزورن على الساعة التاسعة صباحا كانت الإنطلاقة ، وعبر جماعة لوطا ، تماسينت ، آيت عزيز ، إلى جماعة تفروين كانت الاستزادة بالحيوية والطاقة للوصول إلى دوار تغدوين حيث الأسرة المقصودة ، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الجمعية لم تغفل العالم القروي. ولهذه الزيارة التفقدية الإنسانية معاني متعددة منها ما يلي : * رسمت خطوط الأمل والتفاؤل للمستقبل على جبين هؤلاء الأطفال بمداد من البسمة والفرح * مدت لهم ولعائلتهم يد العون والمساعدة قدر استطاعة الجمعية * زيارة أخرجتهم نسبيا من عالم العدم إلى عالم الوجود * أكدت لهم أنهم ليسوا ولن يكونوا وحيدين ما دام هناك حس جمعوي صادق * هذه الزيارة دق لناقوص اليقظة ، لذوي الألباب والعقول السليمة ، فإذا كان الله تعالى قد ابتلى هؤلاء الأطفال الثلاث بالإعاقة فلماذا رماهم المجتمع والقادرون على مساعدتهم في بحر الجهل والنسيان أو التناسي * هذه الزيارة مقارنة بين طفل معاق وطفل آخر إلى جانب الإعاقة يعاني عوائق أخرى كالمرض والفقر والحرمان والبعد عن أماكن التأهيل فهل المعاق يبحث عن السليم لكي يعيش ويحيى حياة طيبة أم العكس؟ معادلة غريبة عجيبة. وفي هذا الصدد تقول رئيسة الجمعية كريمة أقضاض ما طنطن أذني إلى اللحظة حديث الأم المفتور قلبها حسرة ووجعا وألما على فلذات كبدها ، أفلا يستحق أن ترى أولادها الثلاثة يركضون ويلعبون كأقرانهم بمساعدة ذوي القلوب الرحيمة. ولكم مقتطف من الحوار الذي دار بين عضوات الجمعية و الأم : 1 – متى وسبب إعاقة أبناؤك ؟ أبنائي لم يولدوا معاقين وإنما سليمين مثل غيرهم وبمجرد استكمالهم عامهم الأول يصابون بالإعاقة 2 – هل عرضتهم على أطباء ؟ لا إمكانية لنا للعيش فبالأحرى للتطبيب 3 – ما هو مصدر عيشكم ؟ كانت لدينا بقرة و 13 من رأس الغنم لكن بحدوث الفيضانات مات الغنم وبعنا البقرة لاستكمال الحياة لأنه لم يتبقى لدينا شيء يذكر 4 – أمنيتك في الحياة ؟ أتمنى و أطلب دائما من الله تعالى إما أن أموت أنا وأبنائي سويا أو أن يسبق موتهم موتي كي لا تحل زوجة الأب مكاني فيضيع حق هؤلاء الأطفال سدى. وفي ذيل هذا التقرير نقول كلمات ذكرى لكل من يعتبر : * معاق من رأى هذه الصور ولم تذرف عينه دمعة شكرا لله تعالى على نعمة الصحة فشكر * معاق من بإمكانه مساعدة مثل هؤلاء – ليس ماديا فقط – ثم توانى وتأخر * معاق من تناسى من هم أقل منه في الصحة والمال والولد بفعل القدر. وموازاة مع هذا النشاط فقد وزعت الجمعية بهذه المناسبة كرسيا متحركا لمستفيد من ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة إمزورن. ملحوظة : المعاقة الثالثة للعائلة لم تكن حاضرة أثناء وجودنا، للمعلومة فقط فإنها لا تتحكم في رأسها وعينيها. عن لجنة الإعلام والاتصال.