د مصطفى الغديري الحلقة الثانية: رسالة إلى من لا يهمه الأمر من وزارة التجهيز والنقل وعامل كل من إقليمالناظوروإقليم الدريوش مصطفى الغديري سبق أن نشرنا مضمون هذه المقالة في موقع أريفينو” وعلى صفحات الاتحاد الاشتراكي بعنوان :رسالة إلى من يهمه الأمر .ولكن لم نجد أي صدى لهذا النداء ، وكانت المقالة كالصيحة في واد سحيق بالبيداء.لذا قررنا إعادة صياغتها منقحة ومزيدة ووجهناها إلى الذي يسمع ولا يسمع،عسى أن تلعب الصدفة لعبتها فتجد بعض الآذان صاغية . وقصة هذا الموضوع تتعلق بالطريق غير المصنفة الرابطة بين الطريق الجهوية رقم : 610 الطريق الرئيسية الساحلية بإقليميالناظور والدريوش الذي يبلغ طوله 18 كيلومتر،ويخترق ثلاث جماعات وهي : جماعة دار الكبداني فجماعة أمجاو ثم جماعة أيت سيدال لوطا .ويبلغ عدد سكان الدواوير التي كانت ستستفيد منها 8.000 نسمة عدا أفراد جاليتنا بالخارج الذين يفضلون قضاء عطلتهم داخل الوطن مع أهليهم وذويهم . وهذه الطريق كانت مشروع السلطات الاستعمارية الإسبانية على عهد الجمهورية الاشتراكية 1934 تم تسجيله في الجريدة الرسمية في بحر سنة 1934 لكن الحرب الأهلية الفرنكوية أوقفت المشروع إلى غاية 1941:ثم أحيي المشروع من جديد، وشرع العمل فيه وبنيت أغلب جسوره . وبعض منها ما يزال صالحا إلى اليوم ،وهي من القناطر التي لم تجرفها سيول 2008 التي جرفت الطريق كله . ومن النماذج التي يستشهد به قنطرة وادي المالح بالقرب من البعاج على تراب جماعة أمجاو . ولكن إسبانيا أوقفت المشروع لما رأت أن تكلفة بناء الجسر على وادي كرت جد باهظة .وبقي الأمر حلما يراود ساكنة المنطقة منذ ذلك الزمن.إلى أن حلت سمة 2005 فتم تكاثف المجهود بين جماعة أمجاو فجماعة دار الكبداني ثم جماعة أيت سيدال، بمؤازرة المجلس الإقليمي لإقليم الناظور، فتم التشارك والتعاون في تخصيص ميزانية تقدر بمئات الملايين من الدراهم ، وهي ميزانية تفوق جهد الجماعات القروية المحلية الفقيرة لإقليمالناظور. ومع حلول سنة 2006 بدأت تلوح في الآفاق تلك الآمال التي طالما راودت الساكنة على مدى جيلين من الزمن، حتى قضى نحبه أغلب أصحاب هذه الآمال قبل أ يتحقق المشروع .ولكن تنفست الصعداء وتردد على الألسن ” ما جاء متأخرا خير من ألا يأتي “.وعلى بركة الله شرع المقاولون في شق الطريق، وبدأت التعويضات تصرف للتقنيين والمهندسين الذين تتبعوا الأشغال. لكن فراسة بعض العارفين تنبأت بأن الطريق لن يصمد في وجه السيول وأمطار الخريف أكثر من موسم واحد. وجاء صيف 2008 قتمت الأشغال وأنشئت القناطر وكانت عدتها 10 قناطر على الأودية وجسر كبير على وادي كرت، فضلا عن بعض الأنابيب التي وضعت على الشعاب والوهاد . وما أن حل خريف 2008 حتي صارت الجسور والقناطر أثرا بعد عين . وتذكر الجميع قول الشاعر الجاهلي : يأيتها النفس اجملي جزعا….. إن الذي تحذرين قد وقعا فهذا جسر وادي كرت الذي كانت تكلفة بنائها 300 مليون سنتيم جرفته السيول إلى البحر، ولم يعد من آثاره للعين إلا ما يشبه الأثافي التي بقيت بعد رحيل القوم عن الديار.فالصورة الأولى توضح الجسر الذي تم تشييده ، والثانية تبين آثار الذي أصبح بعد عين .فلو حدث هذا في دولة أوروبية أو أمريكية تحترم نفسها لقدم وزير التجهيز والنقل استقالته ، ولامتلأت السجون بالتقنيين والمسئولين الذين كانوا يتتبعون أشغال المشروع .لذلك جاء العنوان موجه إلى من لا يهمه الأمر.والصورة الثالثة توضح معبر السيارات اليوم في وادي لا تنقطع مياهه لكون مجراه يمتد مسافة 180 كيلومتر إلى جبال تازة ؛ فهو سلطان كل أودية إقليمي الدريوش والناظور. فكيف_ إذن _ سيهتم بهذا الطريق من لا يهتمون به ، والطرق المؤدية إلى منازلهم ودوايرهم كلها مزفتة ومعبدة ؟؟؟؟؟؟ سؤال نلقيه فقط من باب العبث وتمني النفس. في هذه اللجة من وادي كرت تعبر سيارات الساكنة في أيام الصيف .أما في مواسم التساقطات فالطريق على مدى ثمانية عشر كيلومتر مقطوعة ، وعابرها ينبغي أن ينعى نفسه قبل الإقدام على ذلك. وهذه الصورة توضح مدخل الوادي حتى ليتخيل العابر أنه في ملتويات جبال تورا بورا أو في صحراء كلهاري بوسط إفريقية !!!! .. ولعله من العار أن تبقى ساكنة ثلاث جماعات في انتظار الذي يأتي ولا ؟؟؟؟ ، حتى تنتهي ضمانات المقاول ويتوصل بما تبقى ، فيمر ومن معه على جسر سيدي قاسم بمعية المسؤولين والمتبعين للمشروع .الحيلة لم تعد تنطلي على أحد ، فعلى من لا يهمه الأمر أن يدرك أن الناس كلهم قد استيقظوا من غفلتهم، أم أن المسؤلين لم يدركوا بعد استشهاد البوعزيزي .لقد هرمنا وهرمنا في انتظار يوم يرى هذا الطريق النور ، وتعبره السيارات بدون أوحال !!!! . وقد أخبرنا بعض ساكنة الدواوير التي مررنا بها عند انجاز هذا التحقيق بأنهم بصدد جمع العرائض وتهيئ الملف لتقديم التظلم إلى صاحب الجلالة محمد السادس بعد أن أصبح كل المسؤولين غير مهتمين بالمواطنين . فلنلاحظ كيف تحركت الجسور الأخرى على طول الطريق الجديدة كأنها علب الكبريت قد سقطت من فوق الطاولة ،أو كما بدت السيارات والعربات في تسونامي الذي ضرب يوكوشيما في اليابان. فهذه الصورة على وادي الأصفر بمذشاذ على تراب جماعة أيت سيدال لوطا.. وهذه الصورة على وادي حنون بالقرب من سوق جمعة أجناده على تراب جماعة أمجاو ،يستحيل العبور فوقها في وقت لا يهم الأمر رئيس جماعة أمجاو الذي اشترى للجماعة سيارة الدفع الرباعي 4X4 في وقت تمتلك فيها الجماعة سيارة من نوعpartner وهي ما تزال في حالة جيدة ، ثم لأنه لا يستفيد من هذه الطريق. بل أكثر من هذا كان عليه أن يمثل المطالب بالحق المدني في الملف السابق الذي أوردناه عن محاكمة سلفه.ولكنه لم يفعل مما يدل على علمه وسكوته على الجريمة المالية التي ارتكبت في حق جماعة أمجاو.أو كما يقول رجال القانون ” السكوت على الجريمة مشاركة فيها” .(ولنا عودة إلى هذا الموضوع فيما بعد) وهذه الصورة على وادي الحمام بجماعة أيت سيدال لوطا. وما تبقى من الطريق انتفخت أوداج قارعته كأنه شارك في معارك الحرب العالمية . لقد هرمنا عن الانتظار أيها المسؤولون الذين لا يهمهم الأمر !!!! فمتى يستيقظ الإنسان في ذواتكم !!!!