أسرة الضحية أكدت أن مجموعة من المعطيات حول الحادثة أغفلت بشكل يخدم مصلحة السائق أحال قاضي التحقيق بابتدائية الناظور، أخيرا، على الغرفة الجنحية بالمحكمة ذاتها في حالة سراح متهما بارتكاب حادثة سير أفضت إلى وفاة شخص كان يحاول عبور الطريق، وسط المدينة. وكان ياسين أقبلي أصدر أمرا بمتابعة المتهم المسمى «إ.ه، من مواليد 1952» بموجب المطالبة بإجراء تحقيق وبإحالته على غرفة الجنح لمحاكمته، والتصريح بأن حادثة السير التي راح ضحيتها الهالك «محمد قاديو» كانت نتيجة عدم الانتباه والاحتياط، الأفعال المنصوص عليها وعلى عقوبتها في المادة 172 من مدونة السير. ويستفاد من وثائق ومستندات الملف، حصلت «الصباح» على نسخة منه، أن السائق صرح تمهيديا انه بتاريخ 13 يوليوز الماضي ارتكب حادثة سير مميتة بزنقة ليكسوس بعد صدمه للضحية بينما كان يحاول عبور الطريق، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، نقل إثرها إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه في اليوم الموالي. وجاء في تصريحاته المضمنة في محاضر الضابطة القضائية الذي أنجزتها مصلحة حوادث السير بمنطقة أمن الناظور، أن الهالك اصطدم بمقدمة سيارته ما جعله يرتمي فوق غطاء المحرك ويرتطم بالواجهة الزجاجية الأمامية، عازيا سبب الحادثة إلى أن الراجل خرج من بين حاويات أزيال على الطريق بشكل مفاجئ وولج الطريق دون أن يستعمل ممر الراجلين بمسلك سير. ومن جهة أخرى، استغربت أسرة الهالك إطلاق سراح مرتكب الحادثة، الأمر الذي اعتبرته إجراء غير قانوني، إذ وعلى عكس المضمن في محضر حادثة السير، أكد ابن الهالك، في مراسلة إلى النيابة العامة لدى ابتدائية الناظور، أن المتهم كان يسوق سيارته بسرعة فائقة، مستدلا بمحضر معاينة أنجزها مفوض قضائي، وتقرير الطب الشرعي الذي أرجع سبب الوفاة إلى كثرة الكسور والجروح في الرأس والقفص الصدري. وجاء في المراسلة، تحصلت «الصباح» على نسخة منها، أن أسرة الضحية تتابع بحسرة تطور الملف، مؤكدة أن محضر المعاينة والرسم البياني للحادثة أغفل مجموعة من الحقائق والمعطيات حول الحادثة بشكل يخدم مصلحة السائق، مضيفة أن المتهم بقي حرا طليقا إلى حين اعتقاله لبضعة أيام على ذمة التحقيق بعد مرور أزيد من 15 يوما على ارتكابه للحادثة. وكان المتهم قد صرح أمام قاضي التحقيق ابتدائيا وتفصيليا، أنه كان يسوق سيارته موضوع الحادثة متوجها من الناظور نحو ازغنغان بالقرب من زنقة ليكسوس بسرعة لا تتجاوز 30 كليومترا في الساعة، إلا أنه فوجئ بالضحية يخرج من جهة اليسار بالنسبة إلى اتجاه سيره بالقرب من بعض حاويات الأزبال، فلم يتمكن من تفادي الاصطدام به. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)