أحالت فرقة الشرطة القضائية بالناظور، أخيرا، على النيابة العامة، متهمين بتزوير محررات رسمية، وصفا بالعنصرين الخطيرين، وقررت النيابة العامة لدى استئنافية المدينة متابعتهما من أجل «تكوين عصابة إجرامية، والتزوير في محرر رسمي واستعماله والمشاركة، وإخفاء واختلاس وثيقة رسمية». ووفق مصادر «الصباح»، تمكن المتهم الرئيسي «ع. ل»، بمساعدة شريكه «ع. ب»، من تحرير عقود بيع وشراء لتفويت حظوظ بعض الورثة عن طريق الخداع والتزوير، ومن أجل طمس معالم جريمتهما وترتيب الآثار القانونية للعقدين، اختلسا مذكرة للحفظ يمسكها أحد العدول بالمدينة. وأضافت المصادر ذاتها أن الموقوف الأول «ع. ب» يعد من أقارب الورثة، ونسج خطة للاستحواذ على جزء من عقار مملوك لهم على الشياع. وأثناء إيقافه، دل المحققين على مكان إخفائه مذكرة الحفظ وطريقة سرقتها من مكتب العدول، وتم إيقاف المتهم الرئيسي «ع. ل» بعد تحريات وأبحاث استغرقت شهرين تقريبا. وتفجرت القضية بناء على شكاية تقدم بها ذوو الحقوق لدى الوكيل العام باستئنافية الناظور، وأفضت الأبحاث والتحريات الأمنية إلى استنتاج وتحصيل مجموعة من المعطيات استغلت لإيقاف المتهم الأول ومواجهته بالمنسوب إليه، واسترجاع مذكرة الحفظ المسروقة. وانطلقت الأبحاث بالاستماع إلى إفادة العدول حول علاقتهم بالعقود المزورة وملابسات ضياع مذكرة للحفظ من مكتبهم المشترك، واستعانت فرقة الشرطة القضائية بخبرة تقنية لفحص وتمحيص العقود المزورة لمواجهة الموقوفين بالمنسوب إليهما، ونفى العدول أي صلة لهم بموضوع التزوير ووجهوا اتهاماتهم مباشرة صوب الموقوفين. وأوضحت مصادر «الصباح» أن التحقيقات تواصلت من أجل الإيقاع بالمتهم الرئيسي، وبعد إيقافه حاول إنكار صلته بعملية التزوير، غير أن الدلائل التي ووجه بها واعترافات شريكه وإفادات العدول ونتائج البحث جعلته يعترف بالمنسوب إليه، مؤكدا أن الحقوق التي كانت ستترتب عن العقود التي تحمل اسم شريكه كانت ستؤول إليه باعتباره المستفيد من عملية التزوير المذكورة. تبين من البحث التمهيدي مع المشتبه فيه أنه من ذوي السوابق في مجال التزوير، وتمكن، بمساعدة شريكه، من تحرير عقود مستكملة لشكلياتها القانونية، وتكلف الأخير بإخفاء مذكرة الحفظ بمنزله من أجل طمس معالم الجريمة، قبل قيامهما معا في المرحلة المقبلة بإكمال الإجراءات الإدارية التي تخول تسجيل العقار موضوع العقود المزورة وجني منافع مالية مقابل ذلك. وتنفس المجلس الجهوي للعدول بالناظور الصعداء بعد فك لغز اختفاء مذكرة الحفظ من مكتب يضم أربعة عدول من بينهم متدربون حديثو التخرج، وبينت التحريات الأمنية أن العناصر التكوينية للجريمة ثابتة في حق المتهمين، إذ كانا يترددان بشكل منتظم على المكتب المذكور واستطاعا كسب ثقة العدول إلى أن تمكنا من استغفالهم لسرقة مذكرة الحفظ، واستعانت عناصر الضابطة القضائية بالمعلومات الأولية المتوفرة لدى العدول المعنيين لتحديد هويات المتورطين ومواجهتهما بالمنسوب إليهما. الصباح