انتزع المنتخب الجزائري لكرة القدم تعادلا سلبيا ثمينا مع نظيره الإنجليزي اليوم الجمعة على استاد “جرين بوينت” في كيب تاون ضمن منافسات الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. واستعاد المنتخب الجزائري (ثعالب الصحراء) بعض توازنهم بعد الهزيمة صفر/1 أمام سلوفينيا في الجولة الأولى وحصلوا على النقطة الأولى لهم في البطولة الحالية ولكنهم ظلوا في المركز الأخير بفارق نقطة خلف المنتخب الإنجليزي الذي سقط في فخ التعادل للمباراة الثانية على التوالي. ويتصدر المنتخب السلوفيني المجموعة برصيد أربع نقاط بينما يحتل المنتخب الأمريكي المركز الثاني برصيد نقطتين أيضا وبفارق الأهداف فقط أمام إنجلترا. وتقام مباريات الجولة الثالثة يوم الأربعاء المقبل حيث تلتقي سلوفينيا مع إنجلتراوالجزائر مع المنتخب الأمريكي حيث تملك جميع الفرق فرصا جيدة للتأهل إلى الدور الثاني (دور الستة عشر). والتعادل هو الثاني للمنتخبات العربية مع المنتخب الإنجليزي في بطولات كأس العالم حيث تعادل الفريق سابقا مع المنتخب المغربي بينما حقق الفوز على منتخبات الكويت ومصر وتونس. كما أنها المباراة الأولى التي يحافظ فيها المنتخب الجزائري على نظافة شباكه في ثماني مباريات خاضها ببطولات كأس العالم وكان منها ثلاثة في مونديال 1982 بأسبانيا ومثلها في 1986 بالمكسيك بالإضافة لمباراته الأولى أمام سلوفينيا في البطولة الحالية. كالمتوقع ، بدأت المباراة بضغط هجومي من جانب المنتخب الإنجليزي الذي سعى لتسجيل هدف مبكر يربك به المنتخب الجزائري ولكن الدفاع الجزائري تصدى لمحاولات الإنجليز ببسالة. وشهدت الدقيقة الرابعة تسديدة ساقطة من ستيفن جيرارد ولكن الحارس الجزائري أمسكها بصعوبة. وواصل المنتخب الإنجليزي ضغطه الهجومي حتى الدقيقة السابعة وبعدها أصبح المنتخب الجزائري هو الأكثر استحواذا على الكرة وشكلت جبهته اليمنى بقيادة مجيد بوقرة ونذير بلحاج إزعاجا مستمرا للدفاع الإنجليزي ولكنها لم تسفر عن أي خطورة. وشهدت الدقيقة 15 أول فرصة خطيرة للمنتخب الجزائري اثر تمريرة عالية من بوقرة في اتجاه كريم مطمور ولكن الحارس الإنجليزي العملاق ديفيد جيمس أبعد الكرة بقبضة يده قبل رأس مطمور. وسدد رياض بودبوز كرة قوية مرت بعيدا عن المرمى الإنجليزي ورد عليها جيرارد بكرة طائشة في الدقيقة 15 ذهبت عاليا. بمرور الوقت اكتسب المنتخب الجزائري الثقة وبدأ في الضغط الهجومي بشكل مكثف على الدفاع الإنجليزي ولكنه افتقد للدقة في إنهاء الهجمات. وفي الدقيقة 20 ، لعب كريم زياتني كرة طولية عالية قابلها حسن يبدة بضربة رأس ولكنها لم تسفر عن شيء. ولعب بوقرة تمريرة أخرى في الدقيقة 23 أبعدها جاريث باري إلى ركنية قبل يبدة وأمسك جيمس بالكرة بثبات بعد لعب الضربة الركنية. أحس المنتخب الإنجليزي بحرج موقفه فعاد إلى محاولاته الهجومية التي كادت تسفر عن هدف في الدقيقة 27 وسط ارتباك في الدفاع الجزائري ولكن الحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف أطلق صفارته معلنا عن وجود خطأ على المهاجم الإنجليزي واين روني لجذب بوقرة من قميص اللعب. وسدد جيرارد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 30 ولكن الحارس الجزائري أمسكها بثبات. وشهدت الدقيقة 33 أخطر فرصة للمنتخب الإنجليزي اثر عرضية من ناحية اليمين تلقاها لامبارد داخل منطقة الجزاء الجزائرية في مواجهة المرمى مباشرة وهيأها لنفسه دون مضايقة من مدافعي الجزائر ثم سددها باتجاه المرمى ولكن الحارس الجزائري مبولحي تصدى لها ببراعة. ورد المنتخب الجزائري بهجمة سريعة في الدقيقة 35 أنهاها زياني بتسديدة قوية مرت بجوار القائم مباشرة على يمين جيمس. وشهدت الدقيقة 37 هجمة إنجليزية أخرى لم يكتب لها النجاح ثم شتت الدفاع الجزائري الكرة بعيدا. وتصدى مبولحي مجددا لتسديدة قوية أطلقها باري من خارج حدود منطقة الجزاء مباشرة. وسيطرت العصبية على أداء واين روني ففقدج اللاعب تركيزه في الهجوم وتفرغ لدفع لاعبي الجزائر. ولعب هيسكي عرضية في الدقيقة 40 أبعدها رفيق حليش من أمام مرماه قبل روني المتحفز. وسدد روني كرة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 43 تصدى لها مبولحي وأمسكها بثبات ليمنح الثقة إلى زملائه. وبدأ المنتخب الجزائري الشوط الثاني بشكل رائع وضغط على الدفاع الإنجليزي ولكنه فشل في إنهاء هجماته بالشكل المطلوب نظرا لفارق الخبرة. وتوالت الهجمات الجزائرية في الدقائق التالية وسط حالة من عدم الاتزان في المنتخب الإنجليزي الذي فشلت هجماته في تشكيل خطورة حقيقية على المرمى الجزائري. ونال جيمي كراجر إنذارا في الدقيقة 59 لإعاقة يبدة وهو الإنذار الثاني له في البطولة ليتأكد غيابه عن المباراة القادمة للفريق والتي يلتقي فيها المنتخب السلوفيني. وحصل المنتخب الجزائري على ضربة حرة على حدود منطقة الجزاء الإنجليزية في الدقيقة 60 فمررها زياني إلى عنتر يحيى الذي سددها قوية بجوار القائم. وشهدت الدقيقة 62 هجمة خطيرة للمنتخب الإنجليزية ولكنها خرجت إلى ضربة مرمى. أجرى الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي تغييره الأول في الدقيقة 63 بنزول شون رايت فيليبس بدلا من آرون لينون لتنشيط الأداء الهجومي لفريقه. وانحصر الأداء في وسط الملعب خلال الدقائق التالية دون أي محاولات هجومية على المرميين. وشن المنتخب الإنجليزي هجمة خطيرة في الدقيقة 70ووصلت الكرة إلى هيسكي ولكن الدفاع الجزائري تدخل في الوقت المناسب لتخرج الكرة فوق العارضة. وقابل جيرارد الضربة الركنية بضربة رأس في يد الحارس الجزائري مبولحي. ودفع المدرب الجزائري رابح سعدان المدير الفني الوطني للمنتخب الجزائري بلاعبه جمال عبدون في الدقيقة 74 بدلا من رياض بودبوز. كما أجرى كابيللو تغييره الثاني بنزول جيرمين ديفو بدلا من هيسكي غير الموفق. وشهدت الدقيقة 76 هجمة إنجليزية خطيرة ولكن بوقرة أبعدها في الوقت المناسب من أمام المرمى قبل قدم روني. ودفع سعدان باللاعب الشاب عدلان قديورة في الدقيقة 80 بدلا من كريم زياني. كما لعب المهاجم بيتر كراوتش بدلا من جاريث باري في الدقيقة 84 لتنشيط هجوم المنتخب الإنجليزي. ونال مهدي لحسن إنذارا في الدقيقة 85 للخشونة مع شون رايت فيليبس. وشهدت الدقائق الأخيرة توترا في أداء المنتخب الجزائري الذي سنحت له بعض الفرص ولكنها ضاعت بسبب العصبية كما كاد المنتخب الجزائري يسجل هدف التقدم ولكن الحظ عانده لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي الذي أبقى على المنتخب الجزائري في دائرة المنافسة. أرسن فانغير: “الجزائريون تسرعوا وكانوا أحسن بكثر من المنافس” أكد المدرب الفرنسي لنادي أرسنال الإنجليزي أن المنتخب الجزائري كان أحسن بكثير من المنتخب الإنجليزي حيث قال: “الجزائر كانت أحسن من الإنجليز لاعبو الخضر تسرعوا كثيرا ولم يتمكنوا من استغلال الفرص المتاحة، مطمور مثلا كانت له بعض الفرص لكن لا يجب أن نلومه لأنه لعب وحده في الهجوم”. إيمي جاكي: “الجزائر لم تحسن استغلال الهجمات المعاكسة” أكد المدرب الفرنسي إيمي جاكي أن الجزائر كان بإمكانها الفوز بالمباراة لو عرفوا كيف يتمكنون من استغلال الفرص التي أتيحت لهم: “صراحة لم يحسنوا استغلال الهجمات المعاكسة، المنتخب الإنجليزي كان يلعب على المهاجم روني، وكل الكرات يريدون إيصالها إليه، الجزائريون عرفوا كيف يفرضون رقابة لصيقة عليه وهو الأمر الذي يجعلنا نقول أن الجزائر كانت أحسن من الإنجليز في وسط الميدان لكن كانت تنقصهم المبادرة الهجومية، وأيضا لم يحسنوا استغلال الكرات الثابثة”.