ملاحظة:سبق أن تطرق موقع أريفينو لقضيته في مقال بعنوان "0عزيزي" مشرد لسنوات بأركمان يسترزق من المزابل بعد حرمانه من الإرث لم يكن يتصور محمد قيشوح المعروف لدى سكان أركمان ب "0عزيزي" أن يتحول إلى مشرد بعد وفاة والده ،وحينما اقتربت عدسة أريفينو منه رأيناه يفترش الأرض حافيا، عاريا، اتخذ من مكان لرمي النفايات ملاذا يقتات منه ومسكنا له يأوي إليه ليحتمي من الحر الشديد والبرد القارس لسنتين لتنضاف إلى سلسلة تشرده منذ وفاة والده، رأيناه مريضا ومضطربا نفسيا لا يأبه لما حوله من مخلفات بشرية ونفايات تزكم الأنوف، سألنه عن حاله فغرقت عيناه بالدموع الساخنة، بل الكاوية. سألناه عن أهله فمسح دموعه بيمناه وقال: "مات أبي، فلم أعد أجد رحيما، فقدت كل شيء، نعم كل شيء. واليوم تراني أبحث في مستوعبات النفايات عن فضلات طعام لا تأكلها الكلاب الجائعة، وعن ثياب تقيني البرد. المرض ينخر عظامي، حاولت الانتحار لكي أضع حدا لمأساتي،وها أنا في هذا المكان البائس أترقب أحد المحسنين قد يحمل إلي طعاما أوماء أروي به ظمئي".أي حال هذه وهو لا حول له ولا قوة؟غادرت "خم" "اعزيزي" ودموعي تنهمر على خدي. لربما إذا قسا الدهر علينا أصبحنا مثله! لا أحد يدري! نعم، إنه مشهد يقشعر له البدن، يشعرك بالشفقة والنقمة في آن واحد. الشفقة على شخص غدر به الزمن وتم حرمانه من قسمة لم يتم تقسيمها بعد، والنقمة على مجتمع لا مبال ومسؤولين ما همهم سوى السلطة. أيعقل ونحن في الألفية الثالثة، أن نرى هذ النموذج للطبقة المسحوقة من المجتمع وهو ينام على فراش ممزق وسط القصب وبين أكياس النفايات ومرات نجدها تحت بعض القناطر؟ نعم، هذه القناطر يتباهى المسؤولون بتشييدها وتدشينها ويتكلم الإعلام على فوائدها في تخفيف زحمة السير، متغاضيا عمن تؤوي تحتها!! أين نحن من التكافل الإجتماعي أين أخ "اعزيزي" الذي نكر أخا له من دم ولحم أين دور الدولة في رعاية مواطنيها ومساعدة مسنين وأطفال وشبان بائسين، متروكين، ينخر المرض عظامهم لأن ما من احد يلتفت اليهم؟ ترى جروحهم مفتوحة، ما من احد يضمدها، ينزفون وما من طبيب. رباه لماذا كل هذه القسوة في قلوبنا؟ عموما،كيف لهذه الظاهرة ان تتراجع والسياسيون لا يتفقون على بند واحد من بنود الاصلاح؟ يجتمعون فيجمعون على إرسال المساعدات الى البلدان المنكوبة! والمنكوبون في بلادنا كثر!يجولون ويصولون في بلاد الاغتراب والمواطنون في بلدنا غرباء عن أرضهم! قد نكون في مقالنا ابتعدنا عن المقال الصحفي وعمدنا مقالا "عاطفيا" لعل وعسى "تسخن " القلوب الباردة خاصة في زمن نرى فيه أشخاصا ياكلون من القمامة ..وأخرين يرمون طعامهم للقطط والكلاب !! div class="nr_related_placeholder" data-permalink="http://www.ariffino.net/?p=150399" data-title="فيديو و صور مؤثرة: "اعزيزي" مشرد أركمان الذي غدر به الزمن وتم حرمانه من الإرث"