تعيش ساكنة منطقة بوقانا الواقعة بين ضفتي البحر المتوسط وبحيرة مارتشيكا ببني أنصار منذ حولي شهر على وقع قطع إمدادات الماء الشروب عن السقاية العمومية المتواجدة بالحي، وسط تضارب في التصريحات بين بلدية بني أنصار والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بخصوص الجهة المسؤولة عن قطع الماء عن الحي. ونتيجة هذا الحرمان من الماء الشروب، أضحى أهالي بوقانا يعيشون في ظروف اجتماعية مزرية وفي حالة صحية خطيرة، ويعانون في الوقت الحالي من شح كبير في الماء الشروب، حيث كانت السقاية العمومية المصدر الوحيد للتزود بالماء الصالح للشرب، ما أضر كثيرا بفئة الأطفال والمرضى وكبار السن والمتمدرسين بمدرسة كم الابتدائية، والوضعية هذه تنذر بكارثة إنسانية وبإمكانية انتشار الأوبئة والأمراض في هذا الحي، الذي يعاني زيادة على هذا من وطأة انعدام مختلف المرافق الاجتماعية والخدمات الضرورية لعيش الإنسان في ظروف تحمي كرامته وإنسانيته، كالطرقات والكهرباء ومصحة للتطبيب… وهذا أضعف الإيمان. هذا وتضطر حاليا ساكنة الحي إلى قطع مسافة عشرة كيلومترات وأكثر لأجل جلب الماء الشروب من مركز بني أنصار، هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها إطلاقا، وتركهم في هذه الأحوال بمثابة الحكم عليهم تنفيذا بالإعدام، هذا دون نسيان ما يستلزمه جلب الماء من نفقات ومصاريف زائدة تثقل كاهل هذه الأسر الفقيرة المعتمدة على الصيد التقلدي الموسمي، ما يزيد من تدني مستواهم المعيشي وبؤس حالتهم جراء تركهم في عزلة عن العالم الخارجي مفتقرين إلى أدنى أسباب وسائل العيش الكريم في زمن القرن 21، فهل سيتدخل يحيى يحيى لتحرير بوقانا من العطش؟، من باب اعتبار هذه المنطقة تدخل تحت نفوذ سلطته كرئيس لمجلس الجماعة الحضرية لبني أنصار، وهل سينفق من ميزانية الجماعة لغوث سكان بوقانا وتمكينهم من حقهم في الاستفادة من الماء الشروب، ولو عشر ما أنفق في مسيرة المطالبة بتحرير مليلية وسبتة والجزر المجاورة التي لها رب يحميها، وتبعد عن مجال الاختصاص الترابي لجماعته بسنوات ضوئية؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هل لأعضاء المجلس البلدي لبني أنصار وغيرهم من الأشخاص ممن عهدناهم دائمي السير في فلك يحيى يحيى أن يتحركوا ولو بكلمة طيبة في سبيل إنقاذ حي بوقانا وإخراج ساكنته من دوامة العطش؟. هيهات هيهات…