أعطى المجلس الجماعي بالدارالبيضاء، الثلاثاء خلال ندوة صحافية بمقر ولاية جهة الدارالبيضاءالسطات، انطلاق العمل بعقود جديدة تنتمي إلى الجيل الجديدة، خاصة بالتدبير المفوض لمرفق النظافة الحضرية وتدبير النفايات المنزلية بالدارالبيضاء. وقال عمدة الدارالبيضاء عبد العزيز العماري إن صفقة تدبير قطاع النظافة لمدينة الدارالبيضاء، التي فازت بها شركتي “ديرشبورغ” و”أفيردا”، ستكلف سنويا 982 مليون درهم، مضيفا أن هذا "المبلغ ضخم لكنه ينبغي أن يتم تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع ملتمسا من سكان المدينة العمل على إخراج النفايات المنزلية ليلا حتى تسنى لعمال النظافة القيام بعملهم على أكمل وجه." وتنص العقود الجديدة للشركتين على أن جمع النفايات المنزلية سيتم انطلاقا من الساعة العاشرة ليلا إلى غاية السادسة صباحا، تفاديا لتنقل الشاحنات في أوقات الذروة. وتلتزم الشركتين -وفق العقد- بجمع النفايات ونقلها للمطرح العمومي، تجهيز وصيانة نقاط التجميع وتزويد وتوزيع الحاويات السطحية والتحت أرضية، وإدخال وتطوير نظام الفرز الثنائي، إضافة إلى تنظيف الطرق والساحات العمومية. وتلتزم الشركتات بخدمات أخرى، تهم أساسا تركيب وتشغيل مختلف آليات التتبع المعلومات بما فيها أجهوة الاستقبال GPS، لمراقبة شاحنات جميع النفايات، استهلاكها للوقود، وسرعة تنقلها. وبالنسبة للحاويات، سيتم تركيب رقاقات RFID وربطها بقاعدة بيانات لتحديد الموقع الجغرافي للحاويات، ونسبة ملئها. من خلال النظام المعلوماتي، ستعلم الشركتين ما إذا كان عدد الحاويات بمنطقة معينة كفايا مقارنة مع حجم الأزبال، كما ستعلم ما إذا كانت المنطقة تحتاج إلى دورات إضافية لإفراغ الحاويات، إضافة إلى الدورات الليلية. والتزمت الشركتين أيضا بتأطير وتكوين المستخدمين والمتابعة الصحية لهم، مع تزويدهم بمعدات وقائية شخصية، إضافة إلى أنها التزمت بالحصول على شهاد ISO 9001 للجودة. وتعتمد طريقة التدبير الجديدة على الزامية النتائج، إذ أن الشركات ملزمة بأن تجعل المواطنين يشعرون بجودة نظافة عالية على مدار الساعة ومدار الاسبوع. ومن بين المستجدات، سيتم تزويد عربات الكنس بنظام GPS، من أجل تأكد المجلس الجماعي بأن كل الطرق قد تم كنسها خلال الليل. ويعطي دفتر التحملات الجديد الحق للشركتين في تدبير قطاع النظافة على مدى سبع سنوات ، إذ تعهدت شركة “ديرشبورغ” الألمانية على تدبير القطاع بكل من مقاطعات أنفا، سيدي بليوط، المعاريف، مرس السلطان، الفداء، مولاي رشيد وبنمسيك. أما شركة “أفيردا” اللبنانية فستعمل على تدبير القطاع بمقاطعات الحي الحسني وعين الشق، والصخور السوداء والحي المحمدي، وسيدي البرنوصي وسيدي مومن وعين السبع. ويخول النظام المعلومات الجديد لأعوان المجلس الجماعي للدار البيضاء المكلفين بالمراقبة أخذ الصور وإرسالها في حالة وجود خروقات لدفتر التحملات بأحد المناطق، لتصل فورا إلى الشركات المكلفة بالنظافة، التي تحدد المدة الأقصى لإصلاح الخلل. هذا النظام يمكن المسؤولين على مستوى الشركات ورؤساء المقاطعات وكل الاطر من تتبع حالات عدم المطابقة، عددها وما تم إصلاحه وما لم يتم إصلاحه. النظام المعلومات يُشرك أيضا المواطن في التتبع، إذ سيتم إطلاق نسخة ثانية من تطبيق كازا مدينتي، وهو ما سيمكن المواطن من تحديد أقرب موقع للحاويات، ومعرفة توقيت مرور شاحنة جمع الأزبال، كما يمكنه طلب إشعار قبل 15 دقيقة من وصول الشاحنة إلى حاوية الأزبال الأقرب منه. وتم إطلاق أيضا منصة التتبع GeoRed، التي تتبع مواقع الحاويات ونسبة ملئها وتاريخ إفراغها، وكمية الوقود المستهلك في جمع وتفريغ النفايات، وقال سعيد أحميدوش، والي جهة الدارالبيضاءسطات، إنه سيتم العمل بالعقود الجديدة خلال الأيام القليلة القادمة ، مشددا على أن قطاع النظافة يعتبر شرطا أساسيا وعنصرا لتحفيز النشاط الاقتصادي والسياحي والثقافي. وأعرب الوالي احميدوش عن حرصه على أنه "تم استخلاص العبر من التجارب الماضية فيما يخص النظافة وجمع النفايات لتفادي الأخطاء وتجويد وتحسين ظرف التعاقد مع الشركات الخاصة..أولهما الالتزام بالنتائج قبل الوسائل ..النتائج الملموسة على أرض الواقع كما يراها سكان الدارالبيضاء والزوار ." والتمس الوالي من سكان المدينة التعاون من أجل إنجاح هذا المشروع، قائلا: "مهما كانت مجهودات السلطة والمنتخبين والشركات المتعاقد معها، فسنحتاج لتعاون ساكنة الدارالبيضاء لجعل المدينة نظيفة وتستقطب زوارها وتشجعهم للعودة اليها مرات أخرى." ويأتي الإعلان عن هذه العقود الجديد، في الوقت الذي تعيش فيه العاصمة الاقتصادية، في الآونة الأخيرة، على وقع أزمة للنفايات في كل الشوارع والأحياء؛ وهي الوضعية التي أثارت تذمرا كبيرا في صفوف أوساط الساكنة والمنتخبين الذين يطالبون بوضح حد لهذا الوضع المسيء والمشوه لسمعة "القطب المالي للمملكة".