قال محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات مع الدول الإسلامية، إن "الشعب الفلسطيني يرحب بنداء القدس ويعتبر أنه رد قوي على السياسات والقرارات الأمريكية الأخيرة، التي استهدفت القدس وهويتها وقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل". وأضاف مستشار محمود عباس، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن هذا النداء يؤكد على الهوية الواسعة للقدس التي هي مدينة كل المؤمنين ومدينة كل الأديان، من الناحية الدينية والتاريخية، مشيرا أنه شكل ردا على ترامب والمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى فرض واقع أحادي في مدينة القدس، التي هي بالنسبة إلينا عاصمة للدولة الفلسطينية، وهي مدينة مفتوحة لكل الديانات وأتباعه. وحول قدرة هذا النداء أن يشكل انطلاقة لمبادرات أخرى مماثلة، كشف الهباش، أن هذا النداء، "يحمل قوة روحية وقوة تاريخية وقوة حق، باعتباره ينسجم مع الدين ومع التاريخ والواقع"، مضيفا أنه يمكن أن يشكل نقطة انطلاق لتغيير الأمر الواقع شيئا فشيئا، ربما ليس اليوم لكن على المدى البعيد، وهذا مهم لأنه يؤكد المؤكد والحقائق الثابتة التي نؤمن بها كمسلمين وكمسيحيين على حد سواء. وأورد القاضي الفلسطيني في تصريحه أن المغرب يضطلع بدور ريادي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، معتبرا أنه "تاريخيا كان ولايزال مع قضية القدس، من خلال ترأسه للجنة القدس وصندوق بيت مال القدس، الذي يقدم مساعدات مختلفة لتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين، فضلا على الدعم السياسي والمعنوي، الذي تقدمه المملكة المغربية وجلالة الملك، في المحافل المختلفة عربيا ودوليا". ووقع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وقداسة البابا فرانسيس، اليوم السبت بقاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط، على "نداء القدس"، الذي يروم المحافظة والنهوض بالطابع الخاص للقدس كمدينة متعددة الأديان، والبعد الروحي والهوية الفريدة للمدينة المقدسة. ويَعتَبِر النداء القدس مدينة مقدسة، وأرضا للقاء، وتراثا مشتركا للإنسانية، وأرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار ما يستدعي الحفاظ على وحدتها وحرمتها، والحفاظ على بعدها الروحي ومكانتها المتميزة كمدينة للسلام.