سرق المهاجم المغربي، يوسف النصيري، أضواء الجولة 23 من الدوري الإسباني بعد إحرازه ل"هاتريك" خلال المباراة التي فاز بها فريقه على حساب ريال بتيس بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر. هذه الثلاثية التي وقع عليها الدولي المغربي جاءت لتؤكد تألقه اللافت خلال هذا الموسم، حيث يتوفر حاليا على رصيد 8 أهداف وتمريرتين حاسمتين؛ إحداهما كانت أمام برشلونة. ويعتبر تألق اللاعب ردا صريحا على منتقديه الذين طالبوا الناخب الوطني، هيرفي رونار، بإبعاده عن المنتخب الأول، بل تجاوز البعض حدوده وسار يتهكم على طريقة مشي وعدو اللاعب، في الوقت الذي يفرض فيه الواجب الوطني تشجيع منتوج مغربي خالص نجح في تجاوز الحدود المغربية وفي صنع التألق بأقوى بطولة في العالم. ولد يوسف النصيري بمدينة فاس وحمل في سن مبكر قميص براعم المغرب الفاسي، قبل أن ترصده عيون كشافة أكاديمية محمد السادس التي تعلم فيها أبجديات الكرة والتي فتحت له المجال من أجل رسم مستقبل زاهر. شارك النصيري رفقة الفئات السنية الصغرى للأكاديمية في العديد من الدوريات الدولية وبصم خلالها على مستويات مميزة، قبل أن ينجح في فترة الاختبار التي قضاها مع فريق ملقا، ليضمه بعد ذلك الفريق الإسباني بقيمة مالية قاربت 120 مليون سنتيم. لم يقض النصيري فترة طويلة مع فئة الشباب بفضل تألقه الكبير معها؛ معطى حاول الفريق الأول الاستفادة منه ليعتمد عليه في عدد من المناسبات رغم صغر سنه، وهو ما خول للاعب اكتساب تجربة كبيرة بالليغا. ورغم نزول ملقا إلى الدرجة الثانية إلا أن النصيري تمكن من خطف أنظار بقية فرق الليغا بفضل الأداء المميز الذي قدمه طيلة ذلك الموسم، وهو ما دفع مسؤولي ليغانيس لضمه بأعلى قيمة في تاريخ النادي؛ بلغت 5 ملايين أورو. ولعل أبرز ما يميز النصيري وساعده على تطوير مستواه؛ قدرته على تقبل الانتقادات، ثقته في نفسه ومثابرته في التداريب، كل هذه معايير يلزم بالضرورة أن تتوفر في كل لاعب محترف. في هذا السياق، صرح مدرب ليغانيس، بيلغريني، خلال العديد من المناسبات أن النجم المغربي يتوفر على هامش تطور كبير وأكد أن مميزاته يبحث عنها كل مدرب لأنها تساعده على تغيير أنهجه التاكتيكية دون تخوف. النصيري يمكن اعتباره خير قدوة للاعبين الشباب المغاربة، ففي الوقت الذي يشتكي فيه الكل من ضعف التكوين في المغرب ومن فشل اللاعب المغربي في الانتقال إلى أوربا، نجح النصيري في خلق الاستثناء وبث الأمل في نفس كل شاب مغربي يحلم بالاحتراف الجقيقي.