اجتهد فنال نصيبه، نايف أگرد، خير قدوة للشباب الممارسين لكرة القدم، و أفضل الممثلين لخريجي البطولة الوطنية وسط الدوريات الأوروبية. ازداد نايف يوم 30 مارس من سنة 1996، بمدينة القنيطرة مدينة تتنفس عشق المستديرة، و كغيره من اللاعبين المحليين، أثار انتباه المنقبين من داخل فرق الأحياء، ليتدرج بعدها بفئات النادي الرياضي القنيطري، شاغلا لمختلف المراكز، قبل أن يحط الرحال بأكاديمية محمد السادس، بجوار يوسف النصيري، حمزة منديل، محمد رضا التاگناوتي، و العديد من اللاعبين البارزين داخل البطولة الوطنية. تألق نايف داخل أسوار الأكاديمية، جعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية، ففي سنة 2014، قدم نادي فالنسيا الإسباني عرضا مغريا، غير أن الصفقة لم تتم، بعد تغيير المكتب المسير لنادي الخفافيش، الذي ألغى معظم الصفقات المدرجة من طرف المكتب السابق. و بعد أقل من يومين، تلقى نايف عرضا من نادي الفتح الرياضي الرباطي، حينها كان الفريق تحت إشراف المدرب وليد الرگراگي، الذي ظل مقتنعا بإمكانيات اللاعب، رغم إصابته في أول مباراة رفقة أمل الفتح، و التي كانت قصد اختبار اللاعب أمام مسيري الفريق. ثقة الرگراگي و قرائته للاعب، دفعا بالشاب الطموح إلى إبراز مكانته بالعمل الجاد و الإصرار و المتابعة، ففي سنة التحاقه بالفتح، تمكن من إحراز لقب كأس العرش، ليتمكن بعدها بسنتين من المساهمة الفعلية لتحقيق أول درع للبطولة الوطنية في تاريخ نادي العاصمة. رفقة المنتخب، كان نايف، إلى جانب زميله بدر بنون، أعمدة الدفاع المركزي للمنتخب المحلي، حيث تمكن من تحقيق لقب بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين سنة 2018. هذا و قد نال ثقة الناخب الوطني آن ذاك، هيرڤي رونار، إذ أشركه و لأول مرة شهر غشت من سنة 2016، أثناء مواجهة ألبانيا، المباراة عرفت أول مشاركة لنايف رفقة المنتخب الأول، كما كانت أول مشاركة للدولي أشرف حكيمي.
تعاقبت الأحداث، و ساهمت في إشعاع الموهبة المحلية الخالصة، إذ يعرف نايف يطول قامة و بنية جسمانية، على غرار المدافعين العصريين، كرافاييل ڤاران و كليمونت لينگلي. نتيجة لذلك، قدم نادي ديجون الفرنسي عرضا للاعب، كان مفتاح ولوجه الأجواء الأوروبية، إذ قدم موسمين رفقة النادي، حقق خلالهما أربعة أهداف خلال ثمان وعشرين مباراة، لينضم بعدها لنادي رين العريق، الذي جدد مؤخرا عقده مع اللاعب إلى غاية 2025، بعد أن بزغ نجمه في جميع المناسبات، سواء بدوري أبطال أوروبا، أو دوري المؤتمر الأوروبي. تفوق نايف على المستوى الفردي، بدأ بتحقيقه جائزة أفضل لاعب بالبطولة سنة 2018، المقدمة من طرف موقع مرصد المحترفين المغاربة، كما يعتبر حاليا أكثر لاعب تفوقا في النزالات الهوائية خلال الموسمين السابقين، كما حطم رقم أسرع هدف لفريق رين هذا الموسم، كما نال ثقة المدرب و اللاعبين، لتميزه بعقلية احترافية، و روح فريق عالية، تؤثر إيجابا على رفقائه، إذ حمل شارة القيادة في العديد من المناسبات، آخرها مباراة ناديه ضد فريق مورا السلوڤاني و التي فاز بها رين بهدفين مقابل هدف واحد.
أضحى نايف محط اهتمام فرق كبيرة، فقد تلقى اتصالا من جوزيف مورينهو قبل أشهر قليلة، قصد مجاورته بنادي روما الإيطالي، كما تلقى عروضا من أندية اسبانية و انجليزية، مما دفع نادي رين إلى تجديد عقده. بعد التجديد، أعاد نادي ويستهام الانجليزي محاولة ربط الاتصال باللاعب، بغية كسر عقده، الى أن اللاعب حاليا يصب كامل تركيزه رفقة المنتخب بكأس أمم إفريقيا التي تجرى حاليا بالكاميرون.