يواصل البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات "انطلاقة" الذي أطلق في فبراير 2020 تقدمه بخطى ثابتة في جهة فاسمكناس بفضل جهود المواكبة التي يتم بذلها من أجل ضمان نجاح المشاريع واستدامتها. في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يقدم المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار لفاسمكناس، ياسين التازي، حصيلة هذا البرنامج الطموح ويعرض رؤيته لآفاق المستقبل.
1- عاما بعد إطلاقه، أية حصيلة يمكن تقديمها لبرنامج "انطلاقة"؟. ينبغي التذكير بأن البرنامج الذي أطلق تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، يتمحور حول ثلاثة جوانب تشمل تمويل احداث المقاولات وتنسيق عمليات الدعم والمواكبة للمقاولات على صعيد الجهات ثم الادماج المالي للساكنة القروية. ويهدف هذا البرنامج الاستراتيجي الى تسهيل ولوج التمويل أمام الشباب حاملي المشاريع والمقاولات الصغرى والمتوسطة التي تشكل الشريحة الأكبر من النسيج الاقتصادي الوطني، ومواكبتها في انجاز واستمرارية أنشطتها. عاما بعد الإطلاق، تعكس حصيلة البرنامج في جهة فاسمكناس دينامية مقاولاتية هامة، بالرغم من الظرفية الوبائية لكوفيد 19. فقد استفاد 1718 مقاولة وحامل مشروع من التمويل في إطار البرنامج، بمبلغ إجمالي قدره 4، 248 مليون درهم، أي 10 في المائة كحصة للجهة التي تحتل الرتبة الثالثة على الصعيد الوطني. وتتمثل أهم القطاعات الممثلة في هذا النشاط في الفلاحة (37 في المائة) والتجارة والتوزيع (26 في المائة) والصناعة (12 في المائة). ويهم عرض "انطلاق" 63 في المائة من المستفيدين بينما يهم "انطلاق المستثمر القروي" 37 في المائة منهم، بمبالغ قروض تقل غالبا عن 300 ألف درهم (90 في المائة). وبخصوص أنشطة المواكبة، استقبل المركز الجهوي للاستثمار لفاسمكناس خلال العام 2020 أزيد من 3000 زائر معني بالبرنامج، وأرسى عرضا من الخدمات يشمل الاعلام والتحسيس والمقابلات الانفرادية والمساعدة على توضيب مخطط الأعمال والدعم في احداث المقاولات والتوجيه نحو شركاء البرنامج. ومن جهة أخرى، نظم المركز الجهوي للاستثمار القافلة الرقمية "ميكرولابس سوليسيون" التي مكنت من مواكبة 220 حامل مشروع في الجهة، عن بعد، من خلال برامج يتدخل فيها 5 خبراء من تأطير فكرة المشروع الى إيداع ملف التمويل مرورا بجلسات تكوين موضوعاتية تتصل بصياغة مخطط الأعمال.
2- ماذا عن مسلسل تفعيل هذا البرنامج على صعيد الجهة؟ انعقدت عدة اجتماعات للجنة تتبع وتنسيق مواكبة حاملي المشاريع والمقاولات الصغرى والمتوسطة بهدف تحسين وتتبع تنزيل آلية مواكبة حاملي المشاريع. وهكذا، أعد المركز بتعاون مع أعضاء اللجنة تشخيصا للصعوبات التي يواجهها حاملو المشاريع في إطار البرنامج وأقر مخطط عمل يروم تعزيز آلية المواكبة وتبسيط مسار التمويل عبر وضع نموذج لمخطط أعمال مبسط لدى الشركاء البنكيين وتحديد خبراء لتقديم المساعدة التقنية والغاء التدابير غير الضرورية قبل إيداع ملف التمويل. وهكذا فإن حصيلة العام الأول منذ إطلاق البرنامج مشجع على مستوى الجهة بالرغم من اكراهات الظرفية الوبائية وتظل الآفاق بالنسبة ل 2021 واعدة بفضل جهود المواكبة التي يتم بذلها قصد تأمين نجاح واستدامة المشاريع في إطار "انطلاقة".
3- انخرطتم في عدة شراكات لتجسيد البرنامج. ما هي وما تعهدات الشركاء في هذا الباب؟ بالفعل، انخرط المركز الجهوي للاستثمار لفاسمكناس في شراكات مع عدة فاعلين مهمين مثل "بنك إفريقيا"، قصد النهوض بحركية خلق المقاولات والادماج المالي للشباب وتطوير برامج الابتكار. وتم في هذا السياق توفير دورات تكوينية خاصة للمقاولات الصغرى والمتوسطة بغية رفع قدراتها، ونظمت دورات جهوية من خلال برنامج "سمارت بنك" للنهوض بالقطاعات الانتاجية ذات المردودية العالية بالجهة. واستفاد حوالي 100 حامل مشروع من هذه المواكبة التي تتواصل حتى اليوم. كما تم ابرام اتفاقية شراكة في مارس 2021 بين المركز الجهوي للاستثمار والوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات ومؤسسة خلق المقاولات ومجموعة البنك المركزي الشعبي والبنك الشعبي لفاسمكناس، تروم تكثيف الجهود الجهوية في إطار "أفواج"، أول برنامج مندمج يبتغي مواكبة 500 حامل مشروع حتى متم 2021. وتوجد شراكات أخرى قيد الاعداد قصد اقتراح مواكبة على المقاس لفائدة شرائح أخرى من المستهدفين بالبرنامج مثل التعاونيات والمقاولات الناشئة والمستغلين الزراعيين، وتطوير الكفاءات عبر بنيات حاضنة تقوم على الاستشارة وتقاسم التجارب.