أمام تسجيل تصاعد في منحنى الإصابات خلال الأسبوعين الأخيرين، دعا مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، المغاربة إلى "احترام التدابير الوقائية بالوضع السليم للكمامة الواقية والتزام بالتباعد الجسدي والحرص على الغسل والتعقيم المستمر في اليوم حتى لا يحدث أي انفلات وبائي". وأضاف عفيف في حوار له مع موقع القناة الثانية، ضمن فقرة "3 أسئلة"، قائلا: "إذا التزم المغاربة باحترام التدابير الاحترازية فإننا سنقلل من انتشار الفيروس، وأنه كلما احترموا هذه الاجراءات وتحلوا بالصبر خلال شهر رمضان فإن الوضع الوبائي سيبقى مستقرا ومتحكما فيه". نص الحوار...
ما قراءتكم لمؤشرات المنحنى الوبائي خلال هذين الأسبوعين الأخيرين؟ كما جاء على لسان السيد رئيس الحكومة والسيد وزير الصحة في اجتماع المجلس الحكومي الأخير الملاحظ أن هناك ارتفاع في الحالات الجديدة بالوباء وتشكل مدينة الدارالبيضاء لوحدها 50 بالمائة من مجموع الحالات، إلى جانب ارتفاع الحالات الحرجة، وهذا ما يجعلنا نناشد المواطنات والمواطنين باحترام التدابير الوقائية بالوضع السليم للكمامة الواقية والتزام بالتباعد الجسدي والحرص على الغسل والتعقيم المستمر في اليوم، حتى لا يحدث أي انفلات وبائي. الأمر الذي يجب أن يعرفه المواطنات والمواطنين أن هذا الفيروس المتحور فهو معدي بنسبة 70 بالمائة، بالتالي فإن انتشار هذه السلالة المتحورة البريطانية تشكل خطرا على صحة المغاربة؛ وما نعول عليه هو الالتزام بالتدابير الوقائية إلى حين الوصول إلى المناعة الجماعية عن طريق التلقيح. كما أشير إلى أن حمة التلقيح الوطنية التي باشرها المغرب ارتكزت على برمجة محكمة لأنه تم تلقيح في المرحلة الأولى الفئات الهشة البالغة من العمر أكثر من 75 و65 سنة، مما جعل حالات الوفيات جراء الوباء تنخفض.
في هذا الأسبوع لوحظ أن أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا والحالات التي ترقد في أقسام الإنعاش ترتفع، في نظرك هل هذه المؤشرات يمكن أن تدفع السلطات المختصة إلى فرض الحجر الصحي الشامل خلال شهر رمضان؟ الدولة تدبر الوضع الوبائي بطريقة مُحكمة، بمعنى أنه حينما يكون استقرار في الحالة الوبائية في منطقة معينة يتم تخفيف الإجراءات الاحترازية مثلا كالسماح للمدارس بالدراسة الحضورية وفتح المساجد والحمامات والقاعات الرياضية وغيرها من الإجراءات. إذا التزم المغاربة باحترام التدابير الاحترازية فإننا سنقلل من انتشار الفيروس، وأنه كلما احترموا هذه الاجراءات وتحلوا بالصبر خلال شهر رمضان فإن الوضع الوبائي سيبقى مستقرا ومتحكما فيه، لكن في حالة حدوث أي انفلات وبائي أو موجة ثالثة لفيروس كورونا فهذا المعطى سيستدعي الدولة إلى تشديد إجراءات الحجر الصحي، وكما نعلم جميعا تداعيات هذا التشديد سواء من الناحية النفسية والاقتصادية. ومن منبركم أناشد المغاربة على ألا يكون هناك أي تراخي في التعامل مع الوباء، لنتمكن من قضاء فصل الصيف في وضع وبائي مطمئن.
تداولت أنباء عن تحضيرات المغرب الشروع في تصنيع لقاح كورونا، هل ترى أن المغرب لديه الإمكانيات والقدرة على إنتاج هذا اللقاح في الأشهر المقبلة؟ بالفعل لدينا إمكانيات مهمة من مختبرات تتوفر على معدات تقنية وكفاءات من أجل تصنيع التلقيح، لكن عملية إنتاج اللقاح تتطلب فترة زمنية معينة قد تستغرق ما بين ستة أشهر إلى سنة. فعند دخول فيروس كورونا إلى المغرب استطاع المغرب تصنيع أدوية إيدروكسيكلوروكين وبراسيتامول كلها في المختبرات المغربية؛ أزمة كورونا استخلصنا منها العبرة وأن المغرب لابد أن يعول على قدراته، بأن يكون لدينا اكتفاء ذاتي خاصة في ميدان الصناعات الدوائية واللقاحات، وهذه بادرة مهمة والمغرب يسير نحو هذا الهدف.