بعد أن كانت من أهم بحيرات جبال الأطلس المتوسط، ومنطقة سياحية تغري زوارها بصور طبيعية بديعة، حيث تستقر على ارتفاع يزيد عن 1400 متر عن سطح البحر وسط أشجار الأرز والبلوط، تحولت "ضاية عوا" إلى منطقة قاحلة ومهجورة، رحل عنها السياح والطيور. وتسبّب جفاف الضاية في مشاكل اقتصادية للساكنة، بعد أن كانت إلى وقت غير بعيد محجّاً لآلاف السياح، للاستمتاع بمناظرها الخلابة وعرضها السياحي المتميّز، حيث تتنوع الأنشطة والممارسات الرياضية بالضاية بين صيد الأسماك والرياضات المائية وركوب الخيل، كما شكّلت لسنين ماضية مركزاً إيكولوجياً وطنياً، بفضل تنوعها البيولوجي والجيولوجي. وأثّر نضوب مياه الضاية، بشكل كبير، على الدينامية السياحية والاقتصادية بالمنطقة، وهو ما رصدناه في الربورتاج (الفيديو أعلاه)، مع عمال مياومين في مجال ركوب الخيل، كفئة من ضمن فئات أخرى، تضرّرت بشكل كبير من خفوت النشاط السياحي مع جفاف الضاية، ما أثّر على قوتهم اليومي، ودفع بعضهم للانتقال لمناطق مجاورة لكسب رزقهم.
الخبير البيئي، محمد بنعبو، اعتبر أنّ ضاية عوا، عانت مثل مناطق أخرى بالمغرب من موجات جفاف طويلة ومتكررة، أبرزت هشاشة هذه البيئة الطبيعية، مشيراً أن الجفاف الذي ميّز السنوات الماضية، "كان مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة وبالتالي تبخر المياه متبوع بعجز مائي ملحوظ بشكل متزايد مما يساهم في إضعاف توازن البحيرة". وتابع بنعبو في تصريح لموقع القناة الثانية، أن موجات ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، تسبب في إضعاف نظام الضاية البيئي والنقي والذي يتميز بتنوع بيولوجي مرتفع للغاية، لافتاً أن هذه البحيرة، كانت تعتبر موقعا شتويا لتعشيش للطيور المائية حيث يعتبرها علماء الطيور الوطنيون والدوليون مكانا لمشاهدة الطيور، كما كانت تتمتع بسمعة ممتازة في صيد الأسماك، حيث يتم إثراء حيواناتها السمكية بإدخال عدة أنواع من الأسماك بالتنسيق مع قطاع المياه والغابات من أجل تطوير رياضة الصيد والترويج الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.
واعتبر المتحدث أن التنوع الحيواني والنباتي بالمنطقة، كان عاملاً التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية، بالتالي عندما ينخفض المستوى المائي للبحيرة أحيانا حتى تجف تماماً تتأثر الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين. وختم تصريحه بالإشارة إلى أنّ التغيرات المناخية، تؤثر على ضاية عوا، مشيراً أن الدراسات، تثبت أن الجفاف ظاهرة متكررة، حيث تتسم التساقطات المطرية السنوي بتقلب شديد في ضاية عوا مما يؤدي إلى انخفاض مستوى البحيرة، أما على المستوى الاجتماعي والاقتصادي تؤثر فترات الجفاف التي يصاحبها تدهور ضاية عوا على الأنشطة المدرة للدخل المرتبطة ارتباطا وثيقا بالمخزونات المائية للبحيرة.