نشرت مؤسسة "إي أف إدوكيشن فيرست" السويسرية نسخة جديدة من مؤشرها لإتقان اللغة الإنجليزية لدى الدول التي لا تتحدث الإنجليزية كلغة أم. وصنف المؤشر المغرب في الرتبة 74 من أصل 100 دولة شملها المؤشر، حيث تقدم مركزين مقارنة مع السنة الماضية. ورغم الانتشار المتزايد للإنجليزية في المغرب خلال السنوات الأخيرة والإقبال الكبير على تعلمها من طرف المغاربة، يطرح ترتيب المغرب في هذا المؤشر تساؤلات حول درجة إتقان المغاربة للغة الإنجليزية. وقال أحمد أتلاغ، رئيس الجمعية المغربية لاساتذة اللغة الإنجليزية بسوس ماسة، إن الحديث عن إتقان اللغة الإنجليزية يستدعي استحضار قطبين مهمين، يتعلق الأول بالشق الكتابي والثاني بالقدرة على التواصل الشفهي، مشيرا إلى أنه يتم تسجيل تأخر على مستوى القطب الثاني، رغم أن تقارير سابقة منحت للمغرب مكانة مهمة مقارنة مع دول في الشرق الأوسط وأوروبا تعتبر الإنجليزية لغة أجنبية أولى. وأضاف في اتصال مع موقع القناة الثانية أنه يجب التمييز بين الإنجليزية كمادة دراسية والإنجليزية كلغة للتواصل والتفاعل، مؤكدا أن الإنجليزية المطلوبة في سوق الشغل يجب أن تحترم مجموعة من المهارات الكتابية والشفهية، والتي يتم على أساسها تحديد درجة الإتقان. ويرى ذات المتحدث أن المغاربة يبذلون مجهودات لتجاوز النقص الحاصل على مستوى التواصل الشفهي باللغة الإنجليزية والرفع من درجة إتقانها من خلال التعلم الذاتي والتردد على مراكز تعليم اللغات والإقبال على اجتياز امتحانات دولية تتبث مستوى إتقان اللغة الإنجليزية. وسجل أتلاغ وجود حماس منقطع النظير لدى الشباب المغاربة من أجل إتقان اللغة الإنجليزية حيث يقبلون على الحصول على شهادات دولية من أجل التمكن من متابعة دراساتهم العليا بالخارج وفي دول مثل اليابان والصين وتركيا وفنلندا والسويد التي تعتمد على اللغة الانجليزية بنسبة كبيرة في التدريس. وتابع أن هذه المجهودات بدأت تعطي ثمارها حيث رصد تقرير للمجلس الثقافي البريطاني قبل أربع سنوات استعمال 12 بالمئة من المقاولات المغربية للغة الإنجليزية، وهو ما يشكل اختراقا مهما في وسط فرنكفوني بامتياز يشهد انتشارا كبيرا لاستعمال اللغة الفرنسية في الإدارات. بالمقابل، اعتبر أتلاغ أن على الوزارة الوصية بدورها بذل مجهودات في هذا الصدد، لا سيما فيما يتعلق بسد خصاص أساتذة اللغة الإنجليزية ومدرسي المواد العلمية الناطقين باللغة الانجليزية، ومعالحة النقائص التي أبانت عنها تجربة الباكالوريا الدولية، واصفا بدايتها ب "العرجاء". وأضاف أنه مرت 5 سنوات من استراتيجية 2015-2030 لإصلاح التعليم دون التطرق لهذه المشاكل بالجدية الكافية، معربا عن آسفه من عدم التوجه لتكوين الخريجين المتميزين في المواد العلمية بالتوازي مع إتقان اللغة الإنجليزية، مشيرا أن المغرب يتوفر على تلاميذ متميزين علميا ويتقنون اللغة الانجليزية في أسلاك الإجازة والماستر بكليات التربية ولكن لا يتم تكوينهم لتدريس المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية.