خلال سنة 2022 انصب اهتمام أسرة الدراجة المغربية أكثر على ميدان رياضة سباق الدراجات النسوية بالنظر إلى النتائج المشرفة التي حققتها البطلات المغربيات سواءا داخل أو خارج المغرب ، مما أدى الى تغيير ثقافة ممارسة وتدبير هذه الرياضة وتحقيق المناصفة بين الجنسين، التي أضحت من أولويات الاتحاد الدولي للعبة، الذي بات يشكل نموذجا يحتذى به في الحركة الأولمبية الدولية. فسباقات الدراجة النسائية أصبحت جذابة للغاية من حيث المتابعة الجماهيرية والتغطية الإعلامية، ذلك أن الدوري العالمي للاتحاد الدولي للدراجات النسائية استقطب عام 2018 ما يزيد عن 147 مليون مشاهد لمدة 1430 ساعة من البث، اعتبارا لكون شعبية سباقات الدراجات النسائية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. ومن بين المبادرات التي أقدم عليها الاتحاد الدولي للدراجات ، زيادة تمثيلية المرأة في الهيئات التسييرية ومراكز القرار ، والتغطية الإعلامية الواسعة للأحداث ، وتكوين لجنة خاصة برياضة الدراجة النسوية ومنح نفس العدد من الميداليات بالنسبة للذكور والإناث في الألعاب الأولمبية الصيفية، ما يجسد التقدير الذي باتت تحظى به المرأة الممارسة لرياضة " الأميرة الصغيرة". وتماشيا مع إستراتيجية الاتحاد الدولي للعبة جعلت الجامعة الملكية المغربية للدراجات من رياضة الدراجات النسوية إحدى أولوياتها، ولم تدخر أي جهد في سبيل توسيع قاعدة ممارستها وتطويرها وتبويئها المكانة اللائقة بها في المنظومة الرياضية الوطنية. فخلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة شدد رئيس الجامعة، السيد محمد بن الماحي، على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لتوسيع قاعدة ممارسة رياضة سباق الدراجات لدى الإناث بنهج أسلوب مختلف ينهل من المبادرات الخلاقة والأفكار الإبداعية التي تروم تشجيع المرأة على ركوب الدراجة واتخاذها أسلوب حياة. وسجل في هذا الصدد التطور الملحوظ بين سنتي 2021 و2022 سواء من حيث عدد الجمعيات الرياضية النشيطة أوعدد الممارسين وخصوصا من العنصر النسوي، ذلك أن عدد الممارسات الحاملات لرخص جامعية يبلغ 184 ممارسة من بينهن 75 في فئة الصغيرات و34 في فئة الكبيرات. ومن بين الأندية التي يمارس في صفوفها أكبر عدد من المتسابقات نادي أكادير للدراجات الجبلية وجمعية أبطال آسفي وجمعية شباب سوق السبت أولاد النمة وجمعية أزمور ووفاق تيط مليل. وتشكل المشاركة النسوية المغربية في المسابقات العربية والإفريقية مصدرفخر واعتزاز، لاسيما بطلة العرب وإفريقيا الشابة رجاء شاكر، التي انتقلت مؤخرا من جمعية شباب سوق السبت أولاد النمة إلى نادي أكادير للدراجات الجبلية. فسواء تعلق الأمر بالسباقات على الطريق أو الجبلية أو على المضمار، عربية أو إفريقية، فإن رجاء شاكر تفرض دوما نفسها كمرشحة فوق العادة لحصد الذهب والألقاب. وعلى الرغم من أن الجامعة الملكية المغربية للدراجات لا تتوفر على البنية التحتية الملائمة للسباقات على المضمار (غياب فيلودروم) ، فإن مشاركة الدراجة المغربية في هذا الصنف أضحت وازنة وأثمرت نتائج ملفتة. فخلال البطولة العربية لسباق الدراجات على المضمار، التي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة في الفترة ما بين 4 و14 أكتوبر 2022، أحرز المغرب، على سبيل المثال لا الحصر، 14 ميدالية تمثلت في 6 ذهبيات و5 فضيات و 3 برونزيات . وكان النصيب الأوفر من هذه الغلة لرجاء شاكر التي ظفرت بست ذهبيات وفضية واحدة أي نصف الحصيلة الإجمالية. وكانت الدراجة المغربية قد بسطت سيطرتها على آخر بطولة إفريقية لسباقات المضمار ، أقيمت في الفترة ما بين 14 و17 يوليوز 2022 بالعاصمة النيجيرية « أبوجا »، حيث كان الحصاد خمس ميداليات، ذهبية وأربع فضيات وخمس برونزيات ، والتي تألقت فيها شاكر بشكل ملفت. كما بصمت زميلاتها ياسمين بوشيحة وسلمى حريري ووصال بوعبو ووئام المعروفي وشيماء الزكراوي وسلمى بن زعبول، على حضور مشرف في المسابقات التي شاركن فيها على الواجهتين العربية والإفريقية. ويأتي تنظيم أول بطولة وطنية مدرسية للدراجات بمدينة الجديدة ( 23 فبراير إلى 25 منه) في إطار الجهود التي ما فتئت تبذلها الجامعة الملكية المغربية للدراجات في سبيل توسيع قاعدة الممارسة الرياضية بالمؤسسات التعليمية والارتقاء بمهارات التلميذات والتلاميذ وصقل مواهبهم وتأهيلهم لكي يصبحوا أبطالا من المستوى العالي في هذه الرياضة الشعبية الممتعة. وشارك في هذه البطولة ، المنظمة من طرف الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للدراجات، 53 متسابقا و25 متسابقة، من جميع جهات المملكة المؤهلين عن البطولات الجهوية. وعرفت النسخة الثالثة عشرة من لحاق الصحراء الدولي النسوي، التي نظمت تحت شعار : "رياضة الدراجات في خدمة الوحدة الترابية والصداقة الدولية" ،بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 23 لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، سيطرة مطلقة للمتسابقات المغربيات اللائي احتكرن منصة التتويج في مختلف مراحل اللحاق. وتتطلع البطلات المغربيات إلى المشاركة في النسخة الأولى لطواف المغرب الدولي بنون النسوة ، الذي يشكل أحد الرهانات الكبرى، التي تحدو الجامعة الملكية المغربية للدراجات رغبة أكيدة في كسبها، ليتحول الحلم إلى حقيقة ملموسة.