«اللعب بالنار».. أخطاء أبكت المغاربة وقتلت أسكوبار! شهد كأس العالم على مدار تاريخه تسجيل اللاعبين ل 42 هدفاً من نيران صديقة، حيث كانت البداية في مونديال 1930، حينما سجل مانويل روساس لاعب المكسيك هدفاً في مرماه ليساعد تشيلي على الفوز بثلاثية نظيفة، ومنذ هذا الوقت، أي على مدار 21 نسخة مونديالية أقيمت في 88 عاماً، لم تتوقف ظاهرة «اللعب بالنار»، فهي التي أبكت المغرب أمام إيران أمس الأول، وتسببت قبل ذلك في مقتل الكولومبي أندريس أسكوبار، ويظل مونديال 1998 الأكثر حضوراً في ظاهرة أهداف النيران الصديقة برصيد 6 أهداف، يليه مونديال 2014 ب 5 أهداف. الهدف الذاتي هو «طلقة طائشة» تتفاوت أضرارها بين التسبب في هزيمة مؤلمة في مباراة مصيرية، وبين بكاء اللاعب الذي أطلقها دون قصد، وهو ما يجعل «الباكي» يحظى بتعاطف كبير من رفاق دربه في الملعب، وسرعان ما يخبو هذا التعاطف عقب المباراة، حيث يستقر في ذاكرة الجماهير أن صاحب الطلقة الطائشة هو سبب الهزيمة. عزيز بوحدوز لاعب المنتخب المغربي هو آخر ضحايا الطلقات الطائشة، وعلى الرغم من أنه مجرد ضحية لهفوة قاتلة، فإنه يصبح في الوقت ذاته جانياً تسبب في هزيمة منتخب بلاده في الدقيقة 95 من مباراة أسود الأطلس أمام إيران في ضربة البداية للمنتخبين في مونديال روسيا 2018، ولم يتسبب هدف بوحدوز في انخراطه في موجة من البكاء فحسب، بل أبكى 35 مليون مغربي، كانوا يحلمون بتحقيق هدف العبور إلى دور ال 16 في المجموعة الحديدية التي تضم مع المغرب وإيران كلاً من إسبانيا والبرتغال. فقد كان الأمل كبيراً في تحقيق الفوز على الطرف الذي يفترض أنه الأضعف في المجموعة، وهو المنتخب الإيراني الذي لم يقدم ما يشفع له لتحقيق الفوز، ليتكفل بوحدوز في إهداء الفوز للإيرانيين بهدف قاتل في الدقيقة 95 من المباراة، ويصبح الأمل المغربي في مهب الريح، خاصة أن مواجهة البرتغال الأربعاء المقبل، ثم إسبانيا 25 يونيو، لا يمكن بحال ضمان الفوز فيهما أو تحقيق نتيجة إيجابية. اعتذار بوحدوز وفقاً لما أكدته الصحافة المغربية، قال عزيز بوحدوز صاحب الهدف الذاتي الذي سجله في شباك منتخب بلاده ليفوز المنتخب الإيراني بهدف نظيف، إنه يشعر بالأسف الشديد، ويعتذر بشدة للجماهير المغربية، وتابع تقرير «عبر عزيز بوحدوز، مهاجم المنتخب، عن أسفه الشديد بعد تسجيله هدفاً بالخطأ في مرماه وتسببه في خسارة المواجهة الافتتاحية للمجموعة الثانية أمام إيران». وقدم مهاجم المنتخب، الذي دخل بديلاً لأيوب الكعبي، اعتذاره للشعب المغربي، في تصريح لهسبورت، عقب نهاية اللقاء، مردفاً: «ما حدث شيء صعب جد بالنسبة لي، وكذلك بالنسبة لملايين المغاربة الذين كانوا ينتظرون منتخبهم بفارغ الصبر من أجل تحقيق الانتصارات». وأشار بوحدوز إلى أن المجموعة ستعمل على تشرب الهزيمة «القاسية» أمام إيران، ثم التفكير في المباراتين المتبقيتين أمام كل من البرتغال وإسبانيا، أيام 20 و25 يونيو الجاري على التوالي. واعتبر مهاجم سان باولي، أحد أندية الدرجة الثانية الألماني، أنه لم يحسم بعد أي شيء في المجموعة الثانية، مضيفاً: «سيحاول الفريق الوطني التعويض خلال اللقاءين المتبقيين رغم صعوبة المهمة»، وكان بوحدوز وراء الهدف الذي أهدى الانتصار للمنتخب الإيراني في الوقت القاتل، بعد أن حول كرة عرضية بالخطأ في مرمى الحارس منير المحمدي، الذي كان يحاول إبعاد الخطر عن منطقة الجزاء، علماً أنه دخل بديلاً في الشوط الثاني من أجل المساعدة في إسقاط الدفاع الإيراني، والمفارقة أن أحرز هدفاً، ولكنه في مرمى المغرب. شيبو فعلها بوحدوز ليس المغربي الأول الذي يسجل في مرماه بالمونديال، فقد سجل يوسف شيبو هدفاً لمصلحة النرويج في مونديال 1998، وانتهت المباراة بالتعادل 2-2، وجاء هدف شيبو ليمنح التعادل للنرويجيين، وتتصدر منتخبات المكسيك وإسبانيا وبلغاريا قائمة الأكثر تسجيلاً للأهداف الذاتية في تاريخ كأس العالم، ثم المغرب وكوريا الجنوبية ويوغسلافيا والبرتغال وهولندا بهدفين من نيران صديقة في مرمى كل منهم، كما أن المنتخب المغربي هو الوحيد من بين منتخبات العرب الذي سجل في مرماه في كأس العالم. الواقعة الأولى دخل المكسيكي مانويل روساس التاريخ المونديالي، حينما أصبح أول لاعب في تاريخ البطولة الذي يسجل هدفاً ذاتياً، وقد حدث ذلك في 16 يوليو 1930، خلال مباراة المكسيك مع تشيلي، وفاز منتخب تشيلي بثلاثية نظيفة، وكانت المباراة واحدة من مواجهات الدور الأول، ولم يكن روساس يتجاوز 18 عاماً، وهو ما زال أصغر لاعب يسجل هدفاً في مرماه في المونديال، ولم يكن هذا الهدف الذاتي هو الحدث الأهم أو الأشهر في مسيرة النجم المكسيكي، فهو أول لاعب في تاريخ المونديال يسجل هدفاً من ركلة. أشهر المتورطين أما عن أشهر النجوم الذين تورطوا بالتسجيل في مرمى منتخباتهم في المونديال، فإن كارلس بويول على رأسهم، فقد سجل المدافع الإسباني في مرمى إيكر كاسياس في مباراة إسبانيا أمام باراجواي بمونديال 2002، ويظل أحد أكثر الأهداف الذاتية إثارة لدراما لم تكن متوقعة هدف أندريس أسكوبار الذي دفع حياته ثمناً لذلك، فقد سجل عن طريق الخطأ في شباك كولومبيا أمام الولاياتالمتحدة في مونديال 1994، وكان لهذا الهدف تأثير في خروج كولومبيا من المونديال، وعقب عودته إلى بلاده تعرض لحادث إطلاق نار، حيث أجمعت التقارير في حينه على أن ما حدث هو حالة من الغضب كان من نتائجها إنهاء حياة المدافع الكولومبي، وفي افتتاح مونديال 2014 سجل مارسيلو أول أهداف المونديال في الدقيقة 11، ولكن في مرمى سيزار حارس البرازيلي، إلا أن منتخب السامبا فاز بثلاثية لهدف على كرواتيا.