مع اقتراب قطار بطولة دوري أبطال أفريقيا من الوصول إلى محطة النهاية، فإن آمال وتطلعات فرق المربع الذهبي بالمسابقة القارية بلغت ذروتها من أجل حجز بطاقة الترشح لنهائي أمجد الكؤوس الأفريقية. ويشهد إياب الدور قبل النهائي للبطولة مواجهتين عربيتين من العيار الثقيل، حيث يلتقي الأهلي المصري مع ضيفه النجم الساحلي التونسي غداً، فيما يواجه الوداد البيضاوي المغربي ضيفه اتحاد الجزائر اليوم. ويخشى الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ثمانية ألقاب، من الإخفاق مجدداً في التتويج باللقب الذي غاب عن خزائنه منذ أربعة أعوام، خاصة بعدما خسر 1 / 2 أمام الفريق الملقب ب(جوهرة الساحل) في مباراة الذهاب بالملعب الأولمبي في مدينة سوسة التونسية منذ ثلاثة أسابيع. وبات يتعين على الفريق المصري الفوز بهدف نظيف، أو بفارق هدفين حال اهتزاز شباكه في لقاء الإياب، للتأهل للنهائي ومواصلة حلمه في التتويج بلقبه الأفريقي التاسع. وأصبحت مهمة الأهلي، الملقب ب(نادي القرن في أفريقيا)، أكثر صعوبة في ظل غياب نجميه أحمد فتحي للإيقاف وحسام عاشور للإصابة، فيما تحوم الشكوك بقوة حول مشاركة صانع الألعاب عبدالله السعيد وجناحه المخضرم وليد سليمان عقب معاناتهما من الإصابة مؤخراً. ورغم غيابات الأهلي العديدة إلا أن جماهيره تشعر بقدر كبير من التفاؤل حول قدرة بقية اللاعبين على تحقيق نتيجة إيجابية. ويعول حسام البدري المدير الفني لفريق الأهلي، على جاهزية مجموعة كبيرة من العناصر المهمة مثل المحترفين النيجيري جونيور أجايي والتونسي علي معلول، وصانع الألعاب المتألق صالح جمعة، بالإضافة للجناح الخطير مؤمن زكريا. ويتسلح الأهلي بمؤازرة عاملي الأرض والجمهور لاجتياز عقبة النجم، الذي يعد الفريق الوحيد في البطولة الذي لم يتلق أي خسارة حتى الآن، خاصة في ظل موافقة السلطات الأمنية المصرية على حضور 50 ألف متفرج للمباراة. في المقابل، يمتلك النجم الساحلي حظوظاً أفضل نسبياً من الأهلي للتأهل، حيث يكفيه التعادل بأي نتيجة، أو حتى الخسارة بفارق هدف وحيد شريطة نجاحه في هز الشباك للعبور إلى الدور النهائي للمرة الأولى منذ عشرة أعوام. ومازالت جماهير النجم تتذكر التتويج التاريخي لفريقها بلقب البطولة، عندما تغلب 3 / 1 على الأهلي في إياب نهائي المسابقة أمام 70 ألف متفرج امتلأت بهم جنبات استاد القاهرة، حيث تأمل في تكرار الجيل الحالي لهذا الإنجاز مرة أخرى. ومازال الفريق التونسي يضم في صفوفه نجمين من جيل 2007، هما حارس المرمى الدولي أيمن المثلوثي، ومهاجمه المخضرم محمد أمين الشرميطي، الذي سجل أحد أهداف الفريق في المباراة. وعلى عكس الأهلي تماماً، يبدو النجم الساحلي في أتم جاهزية للمواجهة المرتقبة في ظل استعداد جميع لاعبيه للقاء، حيث خلت قائمة الغيابات من أي لاعب، عقب تعافي رامي البدوي من الجراحة التي خضع لها مؤخراً في الأنف. وتعززت صفوف النجم بعودة المحترف البرازيلي دياجو أكوستا، بعدما غاب عن لقاء الذهاب بسبب الإيقاف، ما يشكل دفعة قوية لهجوم الفريق الذي يسعى لخطف هدف مبكر يصعب من مهمة الأهلي في اللقاء. ومن المرجح أن يدفع الفرنسي هوبير فيلود، المدير الفني للنجم، بجميع أوراقه الرابحة منذ البداية، كالمحترف الغيني الكالي بانجورا والمهاجم المصري عمرو مرعي، ولاعب الوسط محمد أمين بن عمر، وصانع الألعاب إيهاب المساكني. واطمأن فيلود على مستوى لاعبيه قبل اللقاء، خلال فوز الفريق 2 / 1 على نجم المتلوي في المباراة الودية التي جرت بينهما الأحد الماضي، حيث أحرز مرعي وبانجورا هدفي النجم. من ناحية أخرى، يخوض الوداد البيضاوي واتحاد الجزائر مواجهة أخرى لا تقل صعوبة وأهمية عن لقاء الأهلي والنجم، وذلك عندما يلتقيان على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء. وكانت مباراة الذهاب التي جرت بالعاصمة الجزائرية قبل ثلاثة أسابيع انتهت بالتعادل السلبي، ليتأجل حسم التأهل إلى مباراة العودة. ويحتاج اتحاد الجزائر، الذي مازال يبحث عن تتويجه الأول باللقب، للفوز أو للتعادل الإيجابي بأي نتيجة، من أجل بلوغ الدور النهائي في المسابقة القارية للمرة الثانية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. أما الوداد، الذي توج بالبطولة عام 1992، أصبح يتعين عليه الفوز بأي نتيجة من أجل الصعود للنهائي للمرة الأولى منذ عام2011. ويبدو كلا الفريقين في أتم جاهزية للقاء، فبينما نفى سعيد الناصيري، رئيس الوداد، الشائعات التي أثيرت مؤخراً حول تمرد بعض لاعبي الفريق نتيجة عدم صرف مستحقاتهم المالية، فإن إدارة اتحاد الجزائر شددت على تجديد الثقة بالمدير الفني البلجيكي بول بوت من خلال بيان نشرته على الموقع الإلكتروني الرسمي للنادي. وأكد اتحاد الجزائر، في البيان، أنه يكذب كل الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص اتصالات مع مدربين لخلافة الجهاز الفني الحالي، مشدداً أنه يضع كامل ثقته في الطاقم الفني.