بلخياط والأحرار والنخبة السياسية عندما قال منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة وعضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار بالصفة، إنه في حالة فوز حزبه برئاسة الحكومة فسوف يشغل 5 ملايين عاطل استغرب البعض وتساءل آخرون عن السر الذي يمتلكه هذا الوزير، لكن الذين يعرفون بلخياط لم يستغربوا لأن هذا الوزير ما زال منبهرا بالمنصب ولم يستوعب بعد وجوده في المكان المذكور. ذات يوم كانت الطائرة متوجهة من مطار محمد الخامس إلى مدينة العيون وعلى متنها زعماء الأحرار وبعض الصحفيين لحضور نشاط ينظمه الحزب في المدينة، وكان ظاهرة الرحلة هو منصف بلخياط الذي كان حديث العهد بالوزارة. كان يغني مرة وقلنا إن سيادة الوزير "كول"، وكان يتحدث يمنة ويسرة ويقول ما عن له إلى درجة أننا كتبنا خبرا على لسان الوزير ولم يكذبه ويتعلق بمخطط لهيمنة الوزارة على الجامعات. واكشتف الصحفيون خلالها أن الوزير الشاب لم "يشرب مخه" بعد وبالتالي لم يعد لما يقوله أية قيمة تذكر، وتأسف الجميع على حزب كان يرفع شعار الإصلاح الداخلي لأنه لم يتمكن من إنتاج نخب في مستوى المرحلة. وتتالت فضائح الوزير بتغطية من حزب عمره أكثر من ثلاثة عقود، فلقد حقق فائضا في الكلام دون أن تظهر آثار ذلك على أداء الوزير. وإذا كان الوزير المنبهر بالوزارة لا يستطيع تكذيب صرفه للملايين على كراء سيارة في وقت تعاني منه الخزينة العامة فإنه يتوفر على "الجبهة" ليقول إنه قادر على تشغيل خمسة ملايين. وكان على الوزير وبعيدا عن النزق أن يحدد كيفية تنفيذ هذا المخطط وهل بقدرته وبالسرعة التي حددها أن يهيء بنيات استقبال كل هذه الأعداد. قال بلخياط هذا عن بلد تعداد سكانه ثلاثون مليونا، وبالنتيجة إذا كان البلد يتجاوز 45 مليون نسمة فإن الوزير سيشغل سبعة ملايين ونصف، هذا إذا ما لم نأخذ بعين الاعتبار الفرق بين بلد كالمغرب وبلد آخر الذي هو إسبانيا العضو كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي بما يعني ذلك من تكامل اقتصادي وتجاري. فلقد تعهد الحزب الشعبي اليميني المحافظ قطب المعارضة الإسبانية، ووريث التيار الفرانكاوي، بالسعي إلى توفير ثلاثة ملايين ونصف فرصة عمل من خلال تشجيع مليون رجل أعمال، في حالة فوزه بالانتخابات العامة التي ستجرى في 20 نونبر المقبل. فالحزب الشعبي وبالنظر لجذوره التاريخية وارتباطا بتشكيله من طرف كبار مساندي الجنيرال فإنه يعرف خبايا السياسة الإسبانية ورغم ذلك لم يجازف بادعاء زائف بتشغيل سبعة ملايين ونصف بالنظر لحجم الساكنة. لكن الوزير بلخياط له هذه القدرة وهو الذي لم يستطع إدارة وزارة الشباب والرياضة، والتي يسيرها بطريقة "الفيرمات" حيث أعفى مندوبا للوزارة حصل على الجائزة الأولى في التخييم فقط لأنه لا يعجبه ناهيك عن تعيين قريب له متقاعد رئيسا لمصلحة، كيف لوزير لا يعرف كيف يمشي فوق الأرض أن يعد الناس بما لا قبل له به، وهو بالمناسبة توريط للدولة كاملة وتوريط للحزب الذي يتفرج على هذا الطفل السياسي يلعب مع العلم أن السياسية لعبة للكبار.