يصر مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإسنان، على خلط الأوراق حتى لن يعود بمقدور أحد التمييز بين الصحيح والخطأ، وبين القانوني وغير القانوني، فما معنى أن يعود الرميد للتشكيك في الأحداث الإرهابية التي عرفها المغرب؟. لقد طالب الرميد بحل ملف السلفية وإغلاق هذا الملف نهائيا باعتباره ملفا مفتعلا وبالنتيجة إطلاق سراح جميع من في السجون المغربية الذين ينتمون للتيار المذكور. لو كان مصطفى الرميد واحدا ممن اكتووا بنار الإرهاب وكان من ضمن عائلات الضحايا فهل كان يستكلم بنفس اللغة؟ وهل كان سيطالب بتشديد الأحكام في حقهم؟. فلا يوجد عاقل يدعو إلى الإبقاء على هؤلاء في السجن لكن إخراجهم بالجملة ليس صحيحا، لابد من التمييز بين ثلاث فئات منهم، هناك فئة قليلة دخلت بالخطأ لارتباطات معينة اجتماعية وعقدية، وفئة دخلت من أجل الخطاب التكفيري وهذا لا يمكن أن تخرج قبل المراجعات، وفئة القتالة وهذه ينبغي أن تقضي العقوبات المحكوم بها عليها، أما أن يطالب الرميد بطي الملف برمته لأنه مفتعل فهو تشكيك في عمل الدولة بما هي أجهزة ومؤسسات، وهذا ترديد ببغاوي لما قاله عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب، في وقت سابق بأن حزبه يشك في الفاعل الرئيسي للأحداث الإرهابية. واتضح أن الهدف هو ضمان أصوات الخارجين من السجن ورفاقهم وعائلاتهم، وقال بنكيران إننا في حاجة إليهم ليعلمونا العقيدة، طبعا بنكيران ليست له مشكلة مع العقيدة الوهابية التي يتبناها هؤلاء لأن تربى تربية سلفية. فالرميد الذي لم يفقد صديقا ولا قريبا في أحداث 16 ماي وما تلاها من أحداث إرهابية له الحق في قول ذلك، لكن الناس تنسى، فالرميد هو الذي أقام الدنيا ولم يقعدها عندما اختفت كريمته، وتخيل جميع السيناريوهات بل ادعى اختطافها وهي التهمة السهلة لتبين في النهاية أنها موجودة بمراكش بهدف الترويح على نفسها وتلك قصة يعرفها الرميد جيدا. ويأتي ذلك مباشرة بعد تشكيك الحبيب الشوباني، عضو الأمانة العامة للحزب، في حادث مقهى أركانة بمراكش حيث اعتبره من صنع المخابرات المغربية وأن العثماني عندما مثل الجريمة كان "محششا". إلى ذلك قام مصطفى المشتري، الناشط بشبيبة العدالة والتنمية وحركة باراكا، باستدعاء عناصر من حركة 20 فبراير للفطور بمقهى هارون الرشيد بالرباط وذلك قصد استطلاع رأيهم في العدالة والتنمية وأسر المشتري أن بنكيران هو من أوحى له بذلك قصد تطبيع العلاقات مع شباب 20 فبراير الذين وصفهم بأقذع النعوث في وقت سابق، وهو ما يرى فيه المراقبون استعداد العدالة والتنمية للمستقبل.