بدأت معركة الاتحاديين حول رئاسة اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الإدارية كما حددها القانون الداخلي، ويتعلق الأمر بإحدى عشر لجنة، وتجرى الترتيبات على قدم وساق من الظفر ببعض المواقع، وتأتي هذه الترتيبات بعد اللقاء الذي عقده المكتب السياسي مع الفريق الاشتراكي بمجلس النواب والذي اعتبره البعض بمثابة صلح بين إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب، المنتخب في المؤتمر الأخير، وبين أحمد الزيدي رئيس الفريق والذي قاد حركة عصيان داخل الحزب، وقللت مصادر اتحادية من أهمية اللقاء وشددت على أنه تم خارج أية ترتيبات بدليل عدم حضور علي اليازغي اجتماعات اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشبيبة الاتحادية. ومن المتوقع أن تنعقد اللجنة الإدراية للحزب التي يترأسها لحبيب المالكي نهاية شهر أبريل المقبل، ويعتبر هذا أول اجتماع لها بعد انتخابها في المؤتمر الأخير، وتعتبر برلمان الحزب وأعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر. وكان الاجتماع الذي جمع بين المكتب السياسي وأعضاء الفريق الاشتراكي الأسبوع الماضي قد حضره كلا من عبد العالي دومو وعلي اليازغي، اللذين كانا موضوع استدعاء من طرف المكتب السياسي أمام اللجنة التأديبية قبل التراجع عن ذلك، كما حضر أحمد رضى الشامي وعلى رأس الحضور كان أحمد الزيدي، رئيس الفريق، الذي قاد معارضة إدريس لشكر. وألقى الزيدي كلمة طويلة انتقد فيها ما أسماه التأويلات والتفسيرات البعيدة عن الحقيقة مضيفا أن "أهمية اللحظة ودقة المحطة تقتضي أن نستعرض جملة من القضايا التي عشناها كمناضلين اتحاديين سواء خلال لحظة المؤتمر الوطني التاسع أو ما تلاها". وشدد الزيدي على أنه لن يقف عند بعض التفاصيل ليس هروبا من الحقيقة وليس جبنا، على حد قوله، أو توافقا غير معلن أو أشياء أخرى من هذا القبيل مؤكدا على أن الجميع الرغبة في التوجه نحو المستقبل وجعل مسؤولية الحفاظ على وحدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فوق كل الاعتبارات، دون أن نفرط جميعنا في الثوابت". وحسب الزيدي فإن الاجتماع ينعقد في سياق حزبي خاص قائلا "لا شك أنكم تستحضرون كل المعطيات المرتبطة به، إنه أول اجتماع للفريق النيابي بحضور الكاتب الأول الجديد بعد المؤتمر الأخير. ولا داعي للتذكير بالدور الرئيسي المنوط بالفريق النيابي، كذراع مؤسساتي أساسي للحزب في تصريف خطه السياسي داخل المؤسسات، وكأداة لضمان امتداده الشعبي وسط المجتمع. لذلك نعتبر أن النجاح في مهامنا المستقبلية هو مسؤولية مشتركة، وأن النجاح في هذه المهام رهين بحرصنا على الانسجام في المواقف، ولن يتأتى ذلك إلا بالتشاور المستمر والحوار الهادئ والبناء في كل القضايا الأساسية".