التقى محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ببوشتى الشارف المعتقل بالسجن المحلي بسلا والمتهم في قضية تهجير المغاربة للعراق وكانت مصالح الأمن السوري قد أوقفته في وقت سابق لتسلمه فيما بعد إلى نظيرتها المغربية، وتحدث الصبار مع الشارف حول ما ورد في الأشرطة التي بثها على الموقع الاجتماعي يوتوب وتلقفتها العديد من المواقع الإلكترونية والتي يتهم فيها المخابرات المغربية بممارسة تعذيب وحشي عليه وتحدث أيضا عن رفضه الحديث إلى نائب وكيل الملك الذي انتقل إلى السجن للاستماع إليه ورفض أيضا إجراء الخبرة الطبية لتحديد صحة مزاعم تعرضه للتعذيب عن طريق "القرعة". وحسب مصدر مطلع فإن الصبار فاجأ بوشتى الشارف عندما ذكره بأنه كان محاميه أثناء مراحل التقاضي وأنه سبق أن طرح عليه أسئلة من قبيل هل تعرضت للتعذيب وذكره الصبار أن جوابه كان مخالفا لما بثه في الأشرطة المذكورة حيث سبق أن قال له يوم كان محاميه أنه تعرض لتعذيب شديد بسوريا وأنه ألف مخابرات مغربية ولا مخابرات سوريا، وأن مخابرات المغرب فيهم الرحمة أما السوريين فلا رحمة ولا شفقة على حد قوله ولم يسجل محامي الشارف السابق أن قال له أنه تم تعذيبه ولم يجد الشارف ما يدافع به عن نفسه أمام هذه الحجة التي أفحمه بها الصبار. وكان بيان للوكيل العام للملك ذكر أن النيابة العامة بادرت إلى تكليف الضابطة القضائية بسلا للاستماع إلى الشارف لشرح ظروف التعذيب التي سردها عبر موقع يوتوب، وأضاف البيان أن السجين المذكور أصر على الامتناع ورفض خضوعه لخبرة طبية. يذكر أن أحد معتقلي السلفية الجهادية سبق أن فجر قنبلة في وجه رفيقه بوشتى الشارف، ونفى المعتقل المذكور، في رسالة ل"النهار المغربية" كل ما جاء في الشريط الذي تم تصويره ونشره على موقع يوتوب الاجتماعي وقال إن ما حكاه الشارف مجرد قصة حيث كان شاهدا على مجموعة من تفاصيل حياته في المغرب وفي سوريا وحتى لحظة تسليمه من قبل الأمن السوري إلى نظيره المغربي. وأوضح المعتقل المذكور "أن ما سرده الشارف هو مجرد إدعاءات مغرضة وما هي في النهاية إلا إخراج مسرحي من صميم تهيئاته وتخيلاته لتغليط الرأي العام" وأشار إلى أن محاولات الشارف نفي انخراطه في مخطط إرهابي دولي ما هو إلا وسيلة للتهرب من التهم الموجهة إليه موضحا أن الشارف ضليع في الأعمال الإرهابية وقال إنه من الشاهدين على ذلك بحكم كونه من المتطوعين المغاربة ل"الجهاد" في العراق. وقال إن بوشتى الشارف قام منذ حوالي أربع سنوات في سوريا بتهييء الأرضية لاستقبال المتطوعين المغاربة واستقبل في هذا السياق 18 مغربيا من عناصر السلفية الجهادية الذين قدموا إلى سوريا بواسطة رفيقه "ح.ت" وزاد موضحا أن الشارف كان قد اقتنى ضيعة صغيرة بنواحي باب برد قصد استعمالها كورشة لصنع المتفجرات تحت إشراف خبير عراقي من القاعدة في بلاد الرافدين. وخطط الشارف حسب الرسالة المذكورة إلى مهاجمة مسؤولين أمنيين وإرسال عناصر من السلفية الجهادية إلى سوريا للتدريب على السلاح كما خطط لمهاجمة المهربين بالشمال والشرق من أجل سلب ما يحصلون عليه من أموال لتمويل العمليات الإرهابية وطنيا ودوليا. وبخصوص حكاية التعذيب قال المعتقل المذكور إنه كان علم بتاريخ تسليمه من طرف سوريا وتاريخ وصوله إلى المغرب والمدة الزمنية الفاصلة بين وصوله إلى المغرب ونقله إلى السجن المحلي بسلا غير كافية لممارسة التعذيب عليه بل كانت فقط كافية للاستماع إليه وتسليمه إلى إدارة السجن.