ينظم مجلس المنافسة الاثنين المقبل ورشة لتقديم نتائج الدراسة التي أنجزها حول المواد المدعمة في إطار نظام المقاصة، وكان من المفروض أن تلتئم الورشة يوم الثلاثاء وتم تعجيلها بطلب من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، لأن التوقيت تزامن مع أنشطة أخرى في أجندة بنكيران. ويبقى سؤال استعانة بنكيران بمجلس المنافسة لإنقاذ ماء وجه الحكومة هل هو قانوني أم أنه من قبيل المفرقعات السياسية. وحسب الخبراء فإن حكومة بنكيران لا تتوفر على رؤية واضحة لإصلاح صندوق المقاصة المهدد بالانفجار نتيجة ارتفاع أسعار النفط في السوق الدولية، كما أن صندوق المقاصة لم يعد بإمكانه تحمل مزيد من الضغوط، في ظل استمرار نفس السياسة المالية، وذهبت بعض المصادر إلى حد التلويح بإمكانية تفجر الوضع مستقبلا ما لم تبادر الحكومة إلى سن مجموعة من الإجراءات الحمائية. وبخصوص إصلاح صندوق المقاصة فإن دراسة أجريت سنة 2009 تحت إشراف الراحل مزيان بلفقيه وبعنوان "مغرب متضامن" حذرت من المساس بالقدرة الشرائية للمواطن، مشيرة إلى أن تحرير الأسعار لابد وأن يوازيه الرفع من الأجور بشكل يمكن من التوافق بين الدخل والصرف. ويرى متتبعون أن بنكيران يحاول أن يلقي تبعات الوضع الذي يعيشه صندوق المقاصة على مجلس المنافسة مما قد يوتر العلاقة بين بنكيران وعبد العالي بنعمور، لأن العديد من الأسئلة مازالت مطروحة وهي : هل يمكن إصلاح صندوق المقاصة وهل الحكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها في تحرير الأسعار؟ وهل تفلح الدروس المستنسخة التي كان يقدمها نجيب بوليف لطلبته بالجامعة في تحويلها إلى دروس عملية يستفاد منها في إصلاح صندوق المقاصة؟ أم أن الاقتراح الذي قدمه سيكون ناجعا والمتعلق بإحداث صندوق للزكاة؟ ويرتكز الإصلاح في نظر الخبراء على إصلاح تركيبة أسعار الدقيق الوطني والمواد النفطية، وإطلاق عملية مراقبة ملفات المقاصة من طرف مهنيين مختصين، ووضع نظام معلوماتي لتتبع ملفات الدعم وإنجاز دليل المساطر الخاصة بالصندوق، واستهداف المعوزين وتقوية الحماية الاجتماعية وإعادة توزيع حصص الدقيق الوطني على أساس خريطة الفقر المحينة، ووضع نظام جديد للدعم النقدي المباشر المشروط في إطار برنامج تيسير للحد من الهدر المدرسي. ولولا تدخل صندوق المقاصة لارتفعت أسعار جل المواد المدعمة حيث كان من المتوقع أن يرتفع سعر كل من الغازوال ب 4,40 درهما للتر ليصبح ثمنه 11,55 درهما للتر عوض 7,15 درهما المطبق حاليا. والبنزين ب 3,50 درهما للتر ليصبح سعره 13,68 درهما عوض 10,18 درهما المطبق حاليا. وغاز البوطان (قارورة 12 كيلوغراما) 130 درهما عوض 40 درهما المطبق حاليا. وقارورة 3 كيلوغرامات ب 40 درهما عوض 10 دراهم المطبق حاليا. والسكر سيرتفع ب5 درهم للكيلوغرام ليصبح سعره 11,80 درهما للكيلوغرام.