قرر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز السماح للمرأة بحق المشاركة في مجلس الشورى وفي الانتخابات البلدية التي ستجرى في غضون أربع سنوات، على أن يكون لها الحق في التصويت والترشح لعضوية المجالس. وأعلن العاهل السعودي ذلك خلال كلمته في افتتاح الدولة الخامسة لمجلس الشورى قائلا : "لأننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي في كل مجال عمل، ووفق الضوابط الشرعية، وبعد التشاور مع كثير من علمائنا في هيئة كبار العلماء، وآخرين من خارجها، والذين استحسنوا هذا التوجه وأيدوه، فقد قررنا التالي : أولا مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضوا اعتبارا من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية، ثانيا : اعتبارا من الدورة القادمة يحق للمرأة أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية، ولها الحق كذلك في المشاركة في ترشيح المرشحين بضوابط الشرع الحنيف". وأضاف : "من حقكم علينا، أيها الإخوة والأخوات، أن نسعى لتحقيق كل أمر فيه عزتكم وكرامتكم ومصلحتكم.. ومن حقنا عليكم الرأي والمشورة وفق ضوابط الشرع وثوابت الدين، ومن يخرج على تلك الضوابط فهو مكابر وعليه أن يتحمل مسؤولية تلك التصرفات". وأوضح العاهل السعودي في بداية كلمته : "الجميع يعلم بأن للمرأة المسلمة في تاريخنا الإسلامي مواقف لا يمكن تهميشها، منها صواب الرأي، والمشورة". يذكر أن السعودية تحظر على المرأة المشاركة كعضو في مجلس الشورى، كما أنها محرومة من الانتخاب أو الترشح في انتخابات المجالس البلدية المزمع إقامتها في دورتها الثانية يوم الخميس المقبل، لكن هذا الأمر الملكي يعطيها الحق في الانتخاب والترشح في الدورة الثالثة. ومنذ تأسيسه بداية التسعينيات من القرن الماضي، لم يضم مجلس الشورى في عضويته أي امرأة، إذ كان جميع أعضائه من الرجال الذين يتم تعيينهم لا انتخابهم، ويكونون في الغالب من فئة التكنوقراط والمتعلمين ذوي الخبرات في مجالات شتى. ويقضي نظام المجالس البلدية أن يتم تعيين نصف أعضاء المجلس وينتخب النصف الثاني بالاقتراع المباشر. وكانت البلديات السعودية شهدت عملية انتخابية في العام 2004 لكنها لم تكتمل، إذ قررت السلطات السعودية حل المجالس بسبب ما أشيع عن استقالات متوالية من أعضائه المنتخبين احتجاجا على هامشية أدوارهم وضعف صلاحياتهم التنفيذية. ومع تأجج ما يسمى بالربيع العربي، قررت السلطات السعودية إعادة تنظيم انتخابات بلدية لدورة ثانية، سيكون الاقتراع عليها يوم الخميس المقبل، وستتم دون مشاركة نسائية مطلقا.