ماتزال تداعيات إقالة الصحفية سمية الدغوغي، بسبب استعمالها عبارة "الصحراء الغربية" عوض "المغربية" في نشرة "أفريك سوار"، التي بثتها القناة مباشرة مساء الجمعة 21 أبريل 2017 ، من هيئة تحرير قناة ميدي 1 تيفي، تثير العديد من التساؤلات في أوساط المتابعين، حيث تضاربت الآراء بين منطوق البلاغ الذي عممته القناة المذكورة، والذي لم يحمل أي توقيع، و بلاغ عمر الذهبي المدير المركزي لهيئات التحرير بالقناة، والذي نفى خبر تعليق مهام الصحفية المذكورة. وقد ذكرت مصادر مطلعة ل"أندلس برس" أن القناة التلفزية أصبحت مثل "سفينة بلا ربان" في انتظار عودة الملك محمد السادس من رحلته بالولايات المتحدة الأميركية، وذلك من أجل البث في قرار إعفاء الرئيس المدير الحالي حسن خيار، أو إبقائه في منصبه. وسبق لقناة "ميدي 1 تيفي" أن أكدت في بلاغ لها نشرته على موقعها الإلكتروني، بحر الأسبوع الماضي، والذي لم يتحمل مسؤوليته أحد، لا خيار ولا الذهبي، أنه "…واعتبارا لكون المسؤولية الأولى والمباشرة في ارتكاب هذا الخطأ تقع على عاتق الصحفية المعنية بإعداد وتقديم البرنامج الإخباري، فقد تم اتخاذ قرار فوري بتعليق مهامها، بانتظار إنهاء كل التحريات المهنية والإدارية، واتخاذ القرارات الحازمة التي تستدعيها هذه الواقعة". القرار الفوري هذا نفاه عمر الذهبي الرئيس المباشر للصحفية، في بلاغ منعزل تم تعميمه على وسائل الإعلام، حيث أوضح "أن القناة اتخذت تدابير داخلية لتحديد ملابسات وظروف هذا الخطأ المباشر، مشيرا إلى أن الصحفية المعنية تتحمل جزءا من المسؤولية المقرونة بضغط العمل والمسؤولية الملقاة على عاتقها في الأيام السابقة، مؤكدا أن الإدارة المركزية للتحرير تسعى جاهدة لتحديد كل هذه الظروف لمنع وقوع مثل هاته الحوادث". مصادر مقربة من عمر الذهبي أكدت أن الأخير رفض توقيع البلاغ الصادر يوم الأحد، مثلما طلب منه مسؤوله المباشر خيار، وفضل إصدار بلاغ موقع باسمه كأنه يريد أن يرسل رسالة مشفرة لمن يهمه الامر، مفادها أنه هو الرجل الأول والحكيم في القناة، تاركا رئيسه خيار في مواجهة الغضب الآتي من مختلف الجهات، خاصة عندما انتشر الخبر في المواقع الإخبارية والشبكات الاجتماعية، داخل المغرب وخارجه، كانتشار النار في الهشيم. حالة التخبط هذه تطرح مجموعة من التساؤلات حول مدى إصدار بلاغين متناقضين في أقل من 24 ساعة، الأول غير موقع والثاني وقعه عمر الذهبي الوافد الجديد من مجموعة "ماروك سوار"، مما دفع مجموعة من الصحفيين لإبداء استغرابهم من هذا التصرف الغير المهني، والذي يسيء للقناة وللعاملين بها، خصوصا بعد نشر مجموعة من وكالات الأنباء الدولية للخبر. كما ذكرت مصادر مطلعة من داخل القناة ل"أندلس برس" أن حسن خيار صاحب المناصب الثلاثة (إذاعة ميدي 1، قناة ميدي1 تيفي، ريجي3)، غير راض على إصدار الذهبي لبلاغ ثان، خاصة أنه لم تتم استشارته فيه، مما يؤكد عدم وجود تنسيق بين الرجلين، إلى حد وصل الخلاف بينهما إلى مستوى الشجار والنقاش الحاد، وهذا يؤكد أيضا وجود صراع خفي حول كيفية تدبير الأزمات والمشاكل، التي لم تبرح قناة طنجة منذ تولي خيار لمهامه كرئيس مدير عام، ونهجه سياسة النعامة حيال الأوضاع والمتغيرات التي قد تطرأ بين الفينة والأخرى. إلى ذلك، ذكرت مصادر عليمة ل"أندلس برس"، أن "الدوائر العليا" في البلاد تدرس إمكانية إقالة حسن خيار من منصبه كرئيس مدير عام ل "ميدي1 تيفي" بعد أن أقدمت القناة على بث تقرير وصفت فيه الأقاليم الجنوبية للمغرب ب"الصحراء الغربية" متبنية بذلك أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية والجزائر ضدا على موقف المملكة المغربية… وأضافت ذات المصادر، أن إمكانية إقالة حسن الخيار من منصبه، ماتزال قائمة وهي مسألة وقت لا أقل ولا أكثر، في إنتظار رجوع الملك إلى أرض الوطن، حيث يقضي عطلة خاصة بميامي الأمريكية.