لم تشتهر فقط بفيلم Casablanca الذي اختارها عنوانا له، ولا حتى بكونها العاصمة الاقتصادية للمغرب وأكثر مدنه كثافة سكانية ولا حتى باثنين من أشهر فرق أفريقيا أي الوداد والرجاء، فالدارالبيضاء، هذه المدينة التي تعدّ تصغيرا لمجتمع مغربي حيث تجد فيها كل المغاربة من كل الأعراق والأصول والفئات الاجتماعية، تحتوي على الكثير من الأسرار التي لا يمكن لمقال بسيط أن يحيط بها، فهي مدينة مزدحمة بكل شيء. ليست الدارالبيضاء مدينة ضجة فقط لا تنام أبدا، فهي كذلك مدينة سياحية بامتياز، إذ تصنف ثالثة في المغرب بعد مراكش وأكادير من حيث جذب السياح الأجانب. صحيح أن الكثير منهم ينتمون إلى سياحة الأعمال نظرا لنشاطها الاقتصادي الكبير، لكن كذلك تستقبل المدينة سياحا آخرين تجذبهم إليها عدة عوامل، نختار منها خمسة: تنوع ديني: تتوّفر مدينة الدارالبيضاء على واحد من أكبر وأجمل مساجد العالم، إنه مسجد الحسن الثاني الذي بُني على ضفة بالمحيط الأطلسي وافتتح أبوابه عام 1993. بزخرفة وتصميم يحملان طابع التنوع الإسلامي الذي عرفه المغرب، يُعد المسجد أهم معلمة سياحية بالمدينة. ورغم أن غالبية سكانها مسلمون، فالمدينة تتوفر على أماكن عبادة أخرى تعكس التنوع الديني، إذ يمكن زيارة الكنيسة الكاثوليكية القلب المقدس التي بنيت عام 1930 وصمتت من لدن المهندس الشهير بول تورنون، وهناك كذلك كنيس بيت إيل، أكبر الأماكن المقدسة لليهود بالمدينة، وهناك كذلك المتحف اليهودي، أضخم متحف من نوعه بالمنطقة العربية. العراقة المغربية: وسط المدينة يمكنك زيارة حي الأحباس أو الحبوس. حي قديم صممه مهندسون فرسيون إبان السنوات الأولى للحماية الفرنسية للمغرب من صميم العمارة الإسلامية. يضم الحي محلات الحرف والمنتجات التقليدية كالنقش على الخشب والجلد، كما يضم أكبر المكتبات بالمغرب، حيث تجد أغلب ما ترغب فيه من كتب. وبعيدا عنه ببضعة كيلومرات، يمكنك زيارة المدينة العتيقة، شكل معماري وتجاري يتكرر في أكثر من مدينة مغربية، بيدَ أنه في الدارالبيضاء يحتفظ بخصوصيته، فهي أشبه بمتاهة تجعلك تكتشف أنماطا من الحياة، لكن يبقى الاعتراف بأن المدينة العتيقة للدار البيضاء تعاني من عدة مشاكل أبرزها كثرة البنايات الآيلة للسقوط وطمس الكثير من المعالم القديمة. كورنيش عين الذئاب: شرب كأس قهوة وأنت تسرح بناظريك إلى المحيط الأطلسي متعة لا يحس بها سوى من جربها في هذا الكورنيش. على امتداد عدة كيلومترات، يمكنك أن تتمشى على الرصيف ونسيم البحر يداعب وجهك. مقاهٍ ومطاعم ونوادٍ ومحلات تجارية وأكثر: تجربة كورنيش عين الذئاب من أجمل تجارب الدارالبيضاء، ولا تنس أنه يمكنك السباحة في شاطئ الكورنيش. التجارة الشعبية: إذا أردت أن تكون تجربتك مختلفة في الدارالبيضاء عن الرحلات السياحية العادية، فعليك أن تتسوق من أسواقها الشعبية وتصبر على التدافع والزحام. زر درب عمر لتجد كل ما تحتاجه، أو تجربة سوق "كراج علال" المليء بالفراشة (باعة على الرصيف) أو سوق القريعة إذا أردت الألبسة ذات الجودة. لكن سوقا فريدا يوجد بالمدينة كذلك كسب شهرة عالمية في مجال الإلكترونيات، إنه درب غلف، اشتُهر بنشاطه في القرصنة، خاصة بيع أقراص الأفلام والموسيقى والبرمجيات، وفك شفرات القنوات المدفوعة وفتح أكواد الهواتف، لدرجة أن شركات إلكترونية عالمية لم تجد سوى فتح محلات لها أو التعاون القانوني مع تجار داخل هذا السوق. الفخامة في التجارة: إذا كانت الدارالبيضاء مدينة الفقراء في الكثير من أحيائها، فهي كذلك مدينة الأغنياء وفاحشي الثراء، لذلك ستجد رواجا تجاريا لمجموعة من الماركات الفاخرة في "موروكو مول"، أكبر مركز تجاري في أفريقيا، حيث تجد كل الماركات العالمية التي ترغب بشرائها وعددا من فروع المطاعم العالمية الشهيرة، كما يمكنك التنزه في المركز التجاري أنفا بلاس، أو عمارتي التوين سانتر. عن السي إن إن عربية