ذكرت مصادر قضائية اليوم الخميس 30 مارس 2017 أن المحكمة الابتدائية بمكناس قررت تأجيل النطق بالحكم في ملف الطفلة هبة، التلميذة التي فارقت الحياة بسبب مضاعفات جسدية إثر تعرضها للتعنيف على يد معلمتها، إلى غاية يوم 2 ماي المقبل. وأوضحت ذات المصادر في إفادات لموقع "أندلس برس" أن الجلسة الأخيرة للمحاكمة التي تتباع فيها معلمة الطفلة هبة بتهمة "تعنيف طفلة دون 15 سنة من طرف شخص له سلطة، بعد تبرئتها من ملف الوفاة، تم بحضور والدة الضحية التي تطالب بالقصاص من المعلمة. وبخصوص ملف اقتحام المدرسة الابتدائية من طرف أفراد عائلة الطفلة المتوفية، واعتدائهم على مدير المؤسسة التعليمية، قال المصدر الموقع، إن الأمر يتعلق بملف مستقل، لم يشرع في مناقشته بعد. النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية استمعت للمعلمة المشتبه في تعنيفها للطفلة هبة من مدينة مكناس مما تسبب في وفاتها بعد أن عانت من تعفن في المخ. فبعدما أخلت مسؤوليتها المعلمة في وفاة الطفلة هبة، بناء على تقرير التشريح الطبي الذي أكد أن "الطفلة كانت تعاني من تقيح في الرأس"، وهي نفس المعطيات التي تداولها الرأي العام قبل ظهور نتيجة التشريح، استمعت النيابة العامة للمعلمة أمس الثلاثاء. وأفادت ذات المصادر أن الاستماع للمعلمة، بعد إحالة الملف على المحكمة الابتدائية، لا علاقة له بواقعة الوفاة، التي حسم فيها تقرير الطبيب الشرعي، وإنما لكون المعلمة مارست نوعاً من "التعنيف" في حق الطفلة، لتقرر النيابة العامة متابعة المتهمة في حالة سراح. بعد الضجة التي أثارتها وفاة الطفلة هبة بمدينة مكناس إثر تعنيفها على يد معلمتها، كشف تقرير الطب الشرعي السبب المباشر لوفاة الطفلة الشيء الذي قد يبرئ المعلمة. وحسب تقرير الطب الشرعي، الذي أرسل إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمدينة مكناس مباشرة بعد إنجازه، فقد كان سبب الوفاة المباشر هو "تعفّن في العين اليسرى"، حيث أوضح التقرير الذي أشرف عليه أطباء من المستشفى الإقليمي محمد الخامس، أن "تعفّن العين وعدم علاجه بشكل مبكر جعله، ينتقل إلى المخ، ما نتج عنه وفاة التلميذة هبة". وينتظر أن يصدر الوكيل العام للملك قراره بعد اطلاعه على نتائج تقرير الطب الشرعي بداية الأسبوع المقبل، حيث ينتظر أن يكشف التحقيق ما إذا كانت المعلمة قد ضربت الطفلة هبة على عينها ما تسبب لها في تعفن وبعدها في الوفاة. هذا وقد توفيت الطفلة هبة قبل أسبوع، حيث كانت والدتها قد نشرت، منذ حوالي ثلاثة أسابيع، صورا لابنتها، وقالت إنها تعرضت للضرب على مستوى عينيها من قبل معلمتها. الأم كتبت في تدوينتها على المارد الأزرق: "ابنتي هبة تعرضت للتعنيف من طرف معلمتها بالصفع على الوجه، مما أدى إلى ضرر بالعينين، في مكناس، ولم ألق المساعدة من طرف الإدارة و لدي الوثائق التي تثبت ذلك". وقال نشطاء على فايس بوك إن الطفلة توفيت أول أمس الجمعة 10 فبراير، نتيجة تأثر جزء من دماغها بالصفعات التي تلقتها من معلمتها. أما المعلمة التي تتهمها أسرة التلميذة "هبة" بالتسبب بقتل هذه الأخيرة، غادرت محل سكناها إلى وجهة مجهولة، و ذلك بعد الأحداث الأخيرة و الخطيرة التي عرفتها المدرسة التي تعمل بها، بعد أن أقدم أفراد من عائلة التلميذة المتوفاة على القدوم إلى المدرسة بحثا عنها، في محاولة للانتقام منها. مصادر مقربة من الأستاذة، رجحت أن تكون هذه الأخيرة قد غادرت مدينة مكناس، إلى وجهة غير معروفة في انتظار أن تهدأ الأمور و يظهر تقرير الطبيب الشرعي، الذي سيحدد السبب الحقيقي لوفاة التلميذة "هبة". و كانت الضابطة القضائية للشرطة القضائية الولائية بمدينة مكناس، قد قررت إخلاء سبيل الأستاذة المذكورة، بعد استشارة النيابة العامة في الموضوع، في انتظار ما سيكشف عنه تقرير الطبيب الشرعي حول جثة التلميذة لتحديد الأسباب الحقيقية لوفاتها، و تحديد إذا ما كانت ستتم متابعة المدرسة إذا ثبت أن وفاتها ناتجة عن مضاعفات التعنيف، الذي تزعم أسرة التلميذة أن الضحية تعرضت له من طرف المدرسة ، أو عدمه.