بات الأمر رسميا بعدما أعلن رئيس ريال مدريد الإسباني، فلورنتينو بيريز اقالة المدرب رفائيل بنيتيز من تدريب الفريق الأول وتعيين المدير الفني لفريق الرديف، الأسطورة الفرنسي زين الدين خلفا له. يتذكر الجميع عن زيدان مسيرته الرائعة كلاعب والتي دخل بسببها ضمن زمرة أفضل اللاعبين على مر التاريخ بفضل السحر الكروي الذي قدمه فوق البساط الأخضر. وسيحاول "زيزو" الآن من على مقاعد الادارة الفنية تعديل مسار الريال الذي لم يتمكن بنيتيز منذ توليه المهمة قبل بداية الموسم الحالي في تقديم ما يقنع الجماهير والادارة وربما اللاعبين. ويتولى زيدان تدريب الريال وهو في المركز الثالث بفارق نقطة عن فياريال الرابع ونقطتين عن برشلونة الثاني الذي له مباراة مؤجلة وأتلتيكو المتصدر بفارق أربع نقاط. وتأتي مهمة زيدان قبل الموعد المنتظر خاصة وأنه لا يتمتع بخبرة تدريبية كبيرة حيث لم يدرب سوى فريق الرديف لمدة موسم ونصف فيما عمل مساعدا للإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الملكي السابق. ولعب الفرنسي، الذي كان الأوروجوائي إنزو فانشيسكولي هو نجمه الرياضي المفضل، في كان وبوردو الفرنسيين قبل أن ينتقل من الأخير إلى يوفنتوس. تألق زيدان هناك وتمكن من الفوز بكل الألقاب باستثناء دوري الأبطال، الذي خسره مع اليوفي أمام بروسيا دورتموند الألماني وريال مدريد. وضع فلورنتينو بيريز أنظاره على زيدان في حقبته الرئاسية الأولى لتدعيم مشروعه الرياضي لينتهي الأمر بالتعاقد معه عقب مفاوضات طويلة مع يوفنتوس في 2001. انتهى الأمر كما هو متوقع بتحول "زيزو" لأحد أهم نجوم فريق "لوس جالاكتيكوس"، خاصة وأنه كان توج مع فرنسا بمونديال 1998 وكأس الأمم الأوروبية (يورو 2000). ودخل زيدان تاريخ النادي الملكي والكرة أكثر وأكثر بسبب الهدف الرائع الذي سجله أمام باير ليفركوزن في نهائي دوري الأبطال عام 2002 بجلاسجو، ليطلق عليه لقب "رجل الكأس التاسعة"، وذلك تحت قيادة الإسباني فيسينتي ديل بوسكي. ولعب الفرنسي في صفوف النادي الملكي حتى 2006 ، وهو العام الذي لا يمكن لزيدان نسيانه حيث وصل مع منتخب ال"ديوك" للنهائي أمام إيطاليا ولكنه تعرض للطرد بعد واقعة النطح الشهيرة ضد ماركو ماتيراتسي. وخلال خمسة مواسم قضاها "زيزو" في النادي الملكي كلاعب، توج بدوري الأبطال (مرة) والليجا (مرة) وكأس السوبر الإسباني (مرتين) والسوبر الأوروبي (مرة) وكأس إنتركونتننتال (مرة). وبدأ زيدان مسيرته التدريبية كمساعد لكارلو أنشيلوتي قبل أن ينتقل لتدريب كاستيا، فريق رديف ريال مدريد، ولكنه لم يحقق الغرض المطلوب منه بالصعود بالفريق لدوري الدرجة الثانية، ليظل كاستيا في الدرجة الثانية (ب) حيث يلعب هذا الموسم في المجموعة الثانية ويحتل بها المركز الثاني. وزاد حجم التحدي امام زيدان، الذي سبق أن قال بنفسه منذ فترة ليست بالبعيدة إنه لا يزال قيد التكوين كمدرب، حيث أن الأمر مع الفريق الأول لن يقتصر فقط على كونه مديرا فنيا بل "القبطان" الذي سيقود سفينة ريال مدريد لاخراجها من الأمواج التي تتلاطم عليها من كل جانب.