طالب المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، المملكة العربية السعودية، بتحمل مسؤولية حادث تدافع منى، وتقديم الاعتذار لأهالي الضحايا. ونقل بيان صادر عن المكتب الصحفي لخامنئي، اليوم الأحد، قوله إن "العالم الإسلامي يطرح الكثير من الأسئلة حول حادث منى، وإن على حكام السعودية أن يتحملوا مسؤولية الحادث، ويقوموا بما يجب فعله في هذا الإطار، ويقدموا الاعتذار للأمة الإسلامية وللعائلات المفجوعة، بدلاً من إلقاء الذنب على الآخرين". وأضاف خامنئي أن "وفاة أكثر من ألف مسلم في الحادث ليس أمراً بسيطاً، وعلى العالم الإسلامي التفكير في هذه المشكلة"، مؤكداً أنه "لن يتم نسيان الحادث، وسيتابع المسلمون تطوراته بجدية". يذكر أن عدد ضحايا حادث التدافع، الذي حدث في منى أول أيام عيد الأضحى، وصل 769 قتيلا، و934 مصاباً، وفقاً لتصريحات وزير الصحة السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، أمس السبت. ومن بين المتوفين 136 إيرانيا، بالإضافة إلى 103 مصابين إيرانيين، و325 حاجا إيرانيا في عداد المفقودين. وأثار الحادث ردود فعل غاضبة في إيران، حيث شهدت مدن إيرانية مظاهرات احتجاجية عقب صلاة الجمعة، وذكرت وكالة إيرنا الإيرانية الرسمية للأنباء، أنه تم إلغاء مظاهرة كانت مقررة اليوم أمام السفارة السعودية في طهران، لرفض السلطات التصريح بها. وطالب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس السبت، في كلمة بلاده أمام مؤتمر قمة التنمية المستدامة بمقر الجمعية العامة لأمم المتحدة في نيويورك، بإجراء تحقيق في حادث التدافع، وفي كل الحوادث المشابهة التي وقعت خلال موسم الحج الحالي. وفي مؤتمر صحفي مشترك، عقده مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، طالب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بأن "تكون التحقيقات في حادث منى علي المستوى الدولي"، دون أن يوضح السبل التي يمكن بها إجراء تحقيقات "على مستوى دولي"، وهو الأمر الذي يتطلب صدور قرار من مجلس الأمن، لتشكيل لجان تحقيق دولية في الحادث. ورغم أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، الذي تشهده مواسم الحج، إلا أنه يعد الأسوأ والأكبر في عدد ضحاياه منذ 25 عامًا، وذلك عندما لقي 1426 حاجًا مصرعهم، خلال تدافع كبير في نفق بمنى عام 1990. كذلك يعد هذا أول حادث من نوعه، يشهده جسر الجمرات الجديد بعد إنشائه، منذ وقوع حادث تدافع في يناير/كانون الثاني 2006، والذي أسفر عن مصرع 362 حاجًا.