كيف نعرف ما إذا كان شعب من الشعوب مبتكرا أم غير مبتكر؟ ... أكثر الشعوب ابتكارا في العالم، حسب الدراسة التي أطرتها مجلة بلومبوڭ بيزنيس والتي ركزت فيها على 200 دولة في العالم، هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، تتبعها كوريا الجنوبية، ثم ألمانيا في المرتبة الثالثة. وتحتل اليابان حسب هذه الدراسة الرتبة السادسة، والصين (التي نربطها في مخيالنا الإجتماعي المغربي بالإختراعات) الرتبة التاسعة والعشرين. وربما سيهم المغاربة أن يعرفوا أن المغرب لا يوجد ضمن الخمسين الأوائل في هذه الدراسة، وأن تونس تحتل المرتبة الأربعين متقدمة على اليونان (41) والأرجنتين (45). كيف نقيس القدرات الإبتكارية عند الشعوب؟ يننبني المؤشر الدولي للإبتكار طهي Global Index of Inventiveness الذي استعملته بلومبورڭ لقياس القدرة الإبتكارية عند كل بلد من البلدان، على سبعة عوامل، فلا تدرس الإبتكار في بلد إلا إذا توفر عند باحثي بلومبورڭ خمسة من هذه العوامل على الأقل. وهذه العوامل هي: 1 كثافة البحث والتطوير: نسبة النفقات المخصصة للبحث من الناتج الداخلي العام. نقيس بهذا المؤشر ما ينفقه كل بلد من البلدان على البحث العلمي. معدل ما تنفقه اليابان على التعليم من منتجها الداخلي العام هو 6.26 أما نسبة نفقتها على البحت والتطوير فهو 3.39. ونسبة ما ينفق على التعليم في المغرب فيفوق 6.59 بينما لا يصل ما ينفقه على البحث والتطوير نسبة 0.75. 2 الإنتاجية: بكم يساهم كل فرد وكل ساعة من العمل في الناتج الداخلي العام. أفضل بلد بهذا المؤشر هو اللوكسمبورڭ الذي يحتل المرتبة 16 في المؤشر العام للإبتكار تتبعه النرويج (المرتبة 13) ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية (المرتبة الأولى). 3 كثافة التكنولوجيا العالية: نسبة الشركات المنتجة للتكنولوجيا العالية في قائمة الشركات الموجودة في البلد. تحتل الولاياتالمتحدةالأمريكية المرتبة الأولى عالميا بخصوص هذا المؤشر وتحتل الصين المرتبة التاسعة دوليا (رغم أن المؤشر العام يضع الصين في المرتبة 29). 4 تركيز البحث: عدد الباحثين المتخصصين في التطوير في كل مليون مواطن. 5 القدرة التصنيعية: نسبة القيمة المضافة الناتجة عن التصنيع في الناتج الداخلي العام؛ نسبة المصنوعات الناتجة عن كثافة عالية من البحث والتطوير في صادرات البلد. هنا تتفوق كوريا الجنوبية على الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل ملحوظ، بحيث إن الترتيب الدولي للثانية بهذا الخصوص هو 53 و ترتيب الأولى هو 3. القدرة التصنيعية للصين يتموقع في المرتبة السادسة دوليا. 6 فعالية التعليم: نسبة المسجلين في الجامعات بغض النظر عن التخصص؛ نسبة المتخرجين من الجامعات والمعاهد المتخصصين في العلوم، الهندسة، التصنيع والبناء؛ نسبة المتخرجين كل سنة ونسبة الحاصلين على شهادات جامعية كاملة من عدد القوى العاملة. البلد الذي يحتل المرتبة الأولى بهذا المقياس هو كندا (التي تحتل المرتبة 17 في المؤشر العام للإبتكار) تتبعه روسيا (التي تحتل المرتبة 14 في المؤشر العام للإبتكار). في حين تحتل الولاياتالمتحدةالأمريكية المرتبة 26 رغم أنها تحتل المرتبة الأولى في المؤشر العام للإبتكار. 7 براءة الإختراع (عدد براأت الإختراع المسجلة بالنسبة لكل مليون شخص وبالنسبة لكل مليون دولار ينفق على البحث والتطوير. أفضل بلد من حيث براءات الإختراع المسجلة هي كوريا الجنوبية، تتبعها اليابان ثم نيوزيلاندا. يبدو أن هناك ثلاثة عوامل لعبت جعلت من الولاياتالمتحدةالأمريكية البلد الأفضل في المؤشر الدولي للإبتكار وهي كثافة الصناعة العالية (عدد الشركات المتخصصة في التكنولوجيا العالية) والإنتاجية بالإضافة إلى الإرتفاع النسبي لبراء ات الإختراع المسجلة. تجدر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تبدأ سياساتها التربوية الداعمة لثقافة الإبتكار إلا في بداية الستينيات بعد إطلاق الإتحاد السوڤياتي سابقا لمشروع سپوتنيك2.