أوضح ميلود بلقاضي، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، أن ما وقع اليوم الاثنين خلال تحالفات الأحزاب السياسية على مستوى انتخاب رؤساء الجهات "يمثل الوجه القبيح للديمقراطية المغربية"، معتبرا، بالمقابل، أنه "وللأمانة العلمية فإن العدالة والتنمية كان وفيا لتحالفاته". وأوضح بلقاضي، في تصريح لموقع البيجيدي، أن الدولة بدت جد متقدمة عن الأحزاب السياسية التي لم تحترم تحالفاتها، مضيفا أن أغلب الهيئات السياسية تبقى عاجزة عن ضبط تحالفاتها المحلية والجهوية. وبعدما أرجع بلقاضي عدم ترؤس العدالة والتنمية لبعض الجهات إلى "غياب قيادات كاريزمية لحزب العدالة والتنمية فيها" حسبه، استدرك بالمقابل بكون "ابن كيران كان من جهة أخرى وفيا لمبدأ تحالفه مع أحزاب الأغلبية رغم أنها لم تكن منسجمة ولم تف بوعدها، خصوصا في الشمال". واعتبر بلقاضي، نتائج انتخاب مكاتب مجالس الجهات ب"غير المفاجئة حسب التحليل الكمي وليس الكيفي"، على اعتبار، يضيف بلقاضي، أن "كل المؤشرات كانت تدل على أن حزب الأصالة والمعاصرة سيفوز برئاسة أغلب الجهات لأن المعارضة تتوفر فيها على عدد كبير من الأعضاء". وقلل بلقاضي، في ذات التصريح، من أهمية التحالفات وتأثيرها في إفراز مكاتب المجالس المسيرة، "لما يعيشه الاتحاد الاشتراكي من أزمات داخلية، ولما يشهده حزب الاستقلال من فشل"، متسائلا في نفس الوقت "مَن مِن المعارضة مثلا يجرؤ على الترشح ضد إلياس العماري في جهة الشمال، أو في الدارالبيضاء ضد الباكوري، أو في المغرب الشرقي". وبخصوص ما راج مؤخرا عن إمكانية تخلي حزب الاستقلال عن المعارضة، أوضح بلقاضي، أنه "ورغم عدم صدور بيان رسمي عن اللجنة التنفيذية يؤكد الأمر، إلا أن هناك مؤشرات توحي بذلك، بعد سحب شباط ترشحه لعمادة فاسمكناس وظهور بوادر تغير في مواقف الاستقلال، بسبب عدم قبول شباط لخيانات أحزاب في المعارضة وعلى رأسها حزب البام". وأوضح بلقاضي أن المشهد السياسي بعد 15 شتنبر، إضافة إلى نتائجه الانتخابية، "ستكون له انعكاسات على مستوى المجالس الجماعية وتأثيرات سلبية على تماسك أحزاب المعارضة، حيث ستعيد مجموعة من الأحزاب قراءة أوراقها الاستراتيجية"، داعيا الاحزاب إلى "تحالفات حقيقية وليست ماكياجية" حسب تعبيره.