أحبطت السلطات المغربية والإسبانية، اليوم الاربعاء، محاولتي اقتحام جماعي، نفذهما نحو 250 مهاجرا أفريقيا غير شرعي، على مدينة مليلية، شمال شرقي المغرب، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الإسبانية، بحسب مصدر أمني مغربي. وقال المصدر لوكالة ألأناضول إن "نحو 250 مهاجرا أفريقيا غير نظامي، منحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، حاولوا اليوم، الهجوم بشكل جماعي على السياج الحديدي الشائك الفاصل بين محافظة الناظور (شمال شرقي المغرب) ومدينة مليلية". وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن هؤلاء المهاجرين الافارقة كانوا منقسمين الى مجموعتين وحاولوا تنفيذ هجومهم من مكانين مختلفين، الاول من جهة بني انصار شارك فيه نحو 50 مهاجرا، والمجموعة الثانية حاولت الهجوم من جهة منطقة "ماريواري" وشارك في هذه العملية حوالي 200 مهاجرا. وأوضح المصدر الامني: "لم يتمكن أي من هؤلاء المهاجرين الأفارقة من التسلل إلى مليلية عكس ما كان يحدث في المحاولات السابقة". ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الإسبانية ولا المغربية حول ما ذكره المصدر الأمني. وحسب إحصائيات إسبانية سابقة، حاول نحو 16 ألف مهاجر أفريقي غير شرعي التسلل واقتحام السياج الشائك المحيط بمدينة مليلية، خلال الثمانية الأشهر الأولى من عام 2014. فيما نجح أكثر من 3 آلاف و600 مهاجرًا أفريقيًا في التسلل إلى داخل مدينة مليلية خلال الفترة المذكورة، عبر أكثر من 40 محاولة اقتحام جماعي، حسب ذات الإحصائيات. وللحد من الهجرة غير الشرعية، قامت السلطات الإسبانية، منذ منتصف عام 1998، بأعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين مليلية والناظور بحاجز ثلاثي على ارتفاع 7 أمتار، وعلى امتداد طوله 11 كلم محيطا بمليلية التي تصل مساحتها 12 كلم مربع، بالإضافة إلى تثبيت الأسلاك الشائكة على الجزء العلوي من السياج المجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية. وترفض المغرب الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية، وتعتبرها جزءًا لا يتجزأ من التراب المغربي، وتطالب الرباطمدريد بالدخول في مفاوضات مباشرة معها على أمل استرجاع المدينتين.