لمواجهة المشاكل البيئية العديدة التي تعوق التنمية الحضرية لمدينة الدارالبيضاء والاختلالات التي تقف حجر عثرة أمام ازدهارها، تمت تعبئة موارد في مستوى الإشكالات المطروحة. في إطار مخطط التنمية لمنطقة الدارالبيضاء الكبرى (2015-2020)، التي ترأس مراسم إطلاقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم أمس الجمعة بالقصر الملكي بالدارالبيضاء، تمت تعبئة موارد في مستوى الإشكالات المطروحة.ويسعى المخطط الجديد، المعزز بترسانة من التدابير والإجراءات والمشاريع التي تتماشى مع التعليمات الملكية السامية، وخاصة تلك الواردة في خطاب جلالته في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة، إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان، وهو العنصر المركزي الذي خصصت له الموارد الضرورية.وهكذا تم تخصيص 2.6 مليار درهم، من ميزانية إجمالية قدرها 33.6 مليار درهم، لمشاريع القرب وتحسين البيئة المباشرة للسكان.وإذا كان هذا الشق قد حظي بقدر كبير من الأهمية في مخطط التنمية للدار البيضاء الكبرى، فلأن التجربة أثبتت أن إطارا يحقق الرخاء وبيئة معيشية تكفل السكينة والهدوء يعتبران عاملين من العوامل الحقيقية لتنمية وازدهار المدن الكبرى. أطلق صاحب الجلالة برنامجا كبيرا لتأهيل المدينة الكبرىوكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أثار في خطابه أمام البرلمان، في أكتوبر عام 2013، العديد من الاختلالات التي تعرقل انطلاق المدينة الأولى في المملكة المدعوة للتحول إلى مركز مالي دولي.واليوم، وبعد مرور عام، أطلق صاحب الجلالة برنامجا كبيرا لتأهيل المدينة الكبرى. إن الورش الضخم لمخطط تنمية الدارالبيضاء الكبرى (2015-2020)، يعتبر في الواقع فأل خير لمستقبل مشرق ويسعى لتزويد العاصمة الاقتصادية بالبنية التحتية والخدمات الأساسية التي تستجيب للمعايير العالمية.وعلى الصعيد البيئي، فإن المشاريع التي سترى النور على مدى السنوات الخمس المقبلة تتمحور بالأساس حول تحسين ظروف السكن وتعميم التغطية بشبكات الماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير السائل، وستعمل على سد العجز التي تعاني منه المدينة، وخاصة في مجال التطهير السائل ومعالجة المياه العادمة. المخطط الطموح من شأنه أن يرتقي بالدارالبيضاء إلى مصاف مدن العالم الكبرىوسيتم القيام بجهد خاص في هذا المجال في هذه المدينة الكبرى التي لا يتعدى معدل معالجة مياه الصرف الصحي فيها نسبة 45 بالمئة حاليا.وبارتكازه على مقاربة مبتكرة على المستوى الأفقي والإدماج وتجانس المتدخلين العموميين، فإن هذا المخطط الطموح من شأنه أن يرتقي بالدارالبيضاء إلى مصاف مدن العالم الكبرى التي أثبتت قدرتها في مجال التدبير والتخطيط.وسيجعل هذا المخطط الجديد لتنمية الدارالبيضاء الكبرى، الذي يأتي بعد يوم من تدشين جلالة الملك لمحطة القطار الجديدةالدارالبيضاء-الميناء، من العاصمة الاقتصادية قاطرة حقيقية للنمو في المغرب.