عمقت هولندا جراح البرازيل المضيفة، وثبتت خروجها من الباب الخلفي لمونديال لكرة القدم بفوزها عليها بثلاثية نظيفة مساء اليوم السبت، في مباراة تحديد المركز الثالث على ملعب مانيه غارينشا الوطني، في برازيليا. وجاءت الخسارة البرازيلية بعد الأخيرة المذلة في نصف النهائي أمام ألمانيا بسباعية الثلاثاء الماضي، لتسقط في مباراتين متتاليتين على أرضها لأول مرة منذ عام 1940، أمام الأرجنتين والأوروغواي، لتنهي بذلك مشاركتها الأسوأ بالمونديال. وهذه المرة الأولى التي تحل فيها هولندا، وصيفة 1974 و1978 و2010، في المركز الثالث بعد خسارتها في مباراة الترضية أمام كرواتيا في 1998، فيما حلت البرازيل ثالثة في 1938 على حساب السويد، وخسرت في 1974 أمام بولندا، وفازت على إيطاليا في 1978. وأنهت هولندا مشوارها من دون أن تتعرض للخسارة، ففازت في خمس مباريات وتعادلت مرتين مع كوستاريكا في ربع النهائي والأرجنتين التي تغلبت عليها بركلات الترجيح في نصف النهائي، الأربعاء وتحتسب نتيجتها بمثابة التعادل. ودخل المنتخبان إلى نهائيات النسخة العشرين، وكل منهما يمني النفس بإحراز اللقب العالمي، لكنهما تعرضا لخيبة أمل بخروجهما من الدور نصف النهائي. فالبرازيل كانت تحلم بتعويض خيبة 1950 حين خسرت النهائي على أرضها أمام الأوروغواي، وهولندا إلى الصعود درجة إضافية على منصة التتويج بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب العالمي الأول في تاريخها، قبل أن يسقطها الإسباني أندريس إنييستا بهدف قاتل قبل دقائق معدودة على نهاية الشوط الإضافي الثاني من نهائي 2010 في جنوب إفريقيا. وبدت هولندا مستعدة أكثر من أي وقت مضى لكي تفك عقدتها مع النهائيات العالمية، بقيادة مدرب محنك بشخص لويس فان غال وبتشكيلة متجانسة بين مخضرمين وشبان واعدين.