طالبت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إسيسكو"، اليوم الثلاثاء، منظمة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى حماية مسلمي سيريلانكا من عنف البوذيين. وفي بيان نشرته بموقعها على شبكة الانترنت، دعت "إسيسكو" أيضا منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها بالعاصمة المغربية الرباط، إلى "اتخاذ إجراءات سريعة مع السلطات السيريلانكية لضمان وقف هذه الاعتداءات وردع مرتكبيها، والعمل على توفير الحماية لمواطنيها المسلمين، ومراعاة حقوقهم ومصالحهم الوطنية". وأدانت المنظمة "الاعتداءات التي يتعرض لها مسلمو سيريلانكا من قبل متعصبي البوذيين الذين يقودهم رهبان يطالبون بعزل المسلمين ومقاطعتهم بروح عنصرية وتعصب مقيت"، على حد وصفها. وشددت على أن "الاعتداءات التي يتعرض لها مسلمو سيريلانكا، وإحراق ممتلكاتهم وترويعهم، عمل إرهابي إجرامي يتطلب تدخلاً سريعاً وحازماً من قبل الحكومة السيريلانكية، ومن قبل المجتمع الدولي لحمايتهم ومعاقبة الجهات الضالعة في هذه الاعتداءات والأعمال الإجرامية". وعبرت المنظمة الإسلامية كذلك عن اسغرابها ل"قيام الرهبان البوذييين، الذين يفترض فيهم أن يكونوا دعاة سلام وتعايش مع جميع مواطني بلادهم، بالتحريض على العنف والإجرام، الأمر الذي يتعارض مع تعاليم البوذية وقيمها، ومع مبادرات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات التي يشارك فيها قيادات بوذية من دول عديدة". وكانت اشتباكات اندلعت بين مسلمين وبوذيين الأحد الماضي، عقب مسيرة نظمتها جماعة "بودو بالاسينا" البوذية في مدينة "الوثغاما"، الواقعة في جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلمين وإصابة 37 آخرين. يشار إلى أن جماعة "بودو بالاسينا" البوذية، تشكلت عام 2009 عقب انتهاء الحرب الأهلية، التي استمرت لسنوات عديدة في سريلانكا، ومعروف عنها خطابها الديني المعادي للمعتقدات الدينية الأخرى في البلاد. والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المعروفة اختصارا باسم "إسيسكو"، تأسست في شهر ماي 1982 في مدينة فاس؛ بهدف تقوية التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء وعددهم 51 دولة إسلامية في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، والنهوض بهذه المجالات وتطويرها، في إطار المرجعية الحضارية للعالم الإسلامي، وفي ضوء القيم والمثل الإنسانية الإسلامية، بحسب موقعها الرسمي.