لماذا نكتب؟،،، نحتاج لصفعات متكررة توقظنا من وهم بطولات زائفة، نقترفها في هذا الفضاء الأزرق الكاشف لعقدنا الدفينة،، نحن محض كائنات بسيكوباتية لا تصرّف فائض المعنى،بل فائض الحاجة لاعتراف الآخرين بها. نخجل من أن نتقدّم أمام العالم بحقيقتنا البشرية بنزواتها و أخطائها و صغائرها،،بل نزيّف ماهيتنا و نرضخ لجاذبية "البطولة" العابرة "للكومونتيرات" و "الجيمات". فنحن أولئك الصامدون،، أوائك المختلفون،،نحن الثوار الجدد،،نقتل الأب والقبيلة ووالد وما ولد،، وحين نفرغ من معاركنا الكبيرة التي نخوضها ب"الكلافيي" على شكل "ستاتو"، نبدأ باحتساب عدد "الجيمات"،، و كلّما ارتفع منسوب "الجيمات" تضخمت الأنا و "تطوسنت"، و أحيانا لا نخجل من استجداء "الجيمات". فبئس كتاباتنا اللاهثة وراء "كليكي سير جيم" (هذا السعي يعني حاجتنا لاعتراف الآخرين حتى نحصّل الرضا على الذات،لا وجود لنا خارج هذا الاعتراف). حتى القضايا النبيلة ( و آخرها التضامن مع علي أنوزلا) تتحول في بورصة الفيسبوك لاستثمار في تكريس "النجومية". نكتب نصا ناريا جريئا ( و قد لا نخجل من تطعيمه بدازاين هيدغر و ظاهرية هوسرل حتى و لو لم نقرأ صفحة من كتاب لهما،البركة في الشذرات المتناثرة هنا و هناك)،، ننتشي بالجيمات فيما يشبه استمناء،، نطرد من مملكتنا من لا تتوفر فيه شروط استحقاق صداقتنا ( و أحيانا نعلن أننا سنشرع في عمليات الطرد و الكنس و التنظيف،،ياه "شحال واعرين حنا") ،ندردش في البريفي مع الرفيقات الحسناوات فقط (لا يهم إن كناّ "ماغيي" أو "أون كوبل" فالقضية "كومبليكي)،، نوزع صكوك الغفران على شكل تعليقات و وردود مسكوكة (شكرا لمرورك،،دمت متألقا،، وهلّم مجاملات)،،نوزع صورنا العاكسة ل"وعوريتنا" ( رفقة المناضل الكبير فلان،، أمام ساحة ++++ الشهيرة،،). وحين نبلغ الرعشة الكبرى،،نغادر إذاك أرض الفيسبوك التي ضاقت بما رحبت و ننتشر في أرض الله الواسعة. أجد أحيانا أولئك الذين يكتفون في صفحاتهم بعملية "البارطاج" لأغنية " الشنوي خلوي"،،متبوعة بموعظة للشيخ حسان،و ستاتو صغبر على شاكلة " ديما خضرا،،" أجدهم في هذا الذي نعتبره وعيا زائفا أكثر صدقا منّا نحن "الناشطون الفيسبوكيون الفهاماتوريون" و فالحقيقة حنا غير ناشطين و الصلاة على النبي.