قتل الشيخ ميمون زرزور الناشط السياسي وإمام أحد المساجد في بريطانيا فجر الجمعة على يد شخص وصف بأنه "مختل عقليًا" أطلق النار عليه داخل مسجده فأراده قتيلاً في الحال. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السبت عن إسلاميين، إن الجريمة سبقتها مشادة مع المتهم (العربي الجنسية)، الذي وصفوه بأنه مختل عقليا، مشيرين إلى أن المتهم صاح في الشيخ قبل مقتله: "أنا عيسى اليسوع وأنت المسيخ الدجال" قبل أن يطلق النار عليه ويرديه قتيلا. واستبعدت مصادر الإسلاميين وجود أسباب سياسية لاغتيال الشيخ (40 عاما) الذي غادر بيروت في عام 2007، إثر تعرضه لمحاولة تفجير سيارته، متوجها إلى لندن حيث حصل على اللجوء السياسي. وأوضح قيادي إسلامي مصري، أن ضباط إسكوتلنديارد دخلوا المسجد بعد الجريمة بعد أذان الجمعة، وطلبوا من المصلين صلاة الجمعة في المسجد القريب حتى يتم جمع الأدلة الجنائية من موقع الجريمة. وقالت متحدثة باسم إسكوتلنديارد، إن فريق البحث الجنائي باشر التحقيقات مع المشتبه به، وقالت الصحيفة إن الخبر حل على عائلة زرزور وبلدته شحيم، التي نشط في تعاطيه في الشأن العام فيها قبل سفره، كالصاعقة، لا سيما أنه كان على تواصل معهم بشكل دائم وهو ينتظر حصوله على اللجوء بشكل دائم إلى بريطانيا ويحضر لاستقبال زوجته التي كانت تنتظر اكتمال أوراق لم الشمل، لتوافي زوجها إلى لندن. ورأت "الجماعة الإسلامية" التي كان الشيخ زرزور من أبرز الناشطين في صفوفها في منطقته إقليمالخروب، في بيان نعي أصدرته أمس، أن "عملية قتله في مسجده (دار الرعاية الإسلامية) في لندن في ظروف غامضة تبدو عملية قتل متعمدة"، لافتة إلى أن "الشرطة البريطانية تجري التحقيقات بالجريمة"، وقال إياد زرزور، ابن عم الضحية، إن "الفصل بين تعرضه لاغتيال أو حصول جريمة هو رهن التحقيق البريطاني"، لافتا إلى إبلاغ العائلة بأن مقتله "حصل بعد أدائه صلاة الفجر وقد تم اعتقال أحد المشتبه بهم من الرعايا الجزائريين"، موضحا أن الشيخ القتيل "زار لبنان لمرة واحدة فقط منذ سفره، حيث جاء في عام 2008 ليحتفل بزواجه ثم عاد أدراجه، وكان لا يزال يعمل على إكمال ملف زوجته لتوافيه إلى لندن، وكان من المتوقع أن تغادر قريبا بعد اقتراب اكتمال إجراءات لم الشمل". وكان زرزور تعرض لمحاولة اغتيال بتفجير سيارته عام 2007، ما دفعه وفق ما يروي ابن عمه إلى المغادرة مباشرة إلى لندن، حيث طلب اللجوء السياسي وحصل عليه، ولم تتضح بعد ظروف محاولة اغتياله في بيروت لكن قريبه يوضح أنه كان له "نشاط دعوي لافت ويتعاطى بالشأن العام، وبالتالي كان له محبوه وخصومه"، مشيرا إلى أن "تعرضه للاغتيال هو ما دفعه لاتخاذ قرار السفر، وهو كان حاليا بصدد الانتهاء من تثبيت لجوئه". وكان لزرزور نشاط دعوي لافت في بريطانيا، من خلال الإمامة والإرشاد الديني في "دار الرعاية الإسلامية" في لندن، كما أنه عضو شورى "الرابطة الإسلامية" في بريطانيا وأستاذ محاضر في الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية.