تواصلت أفراح مصريين اليوم الخميس ببيان الجيش الذي ألقاه الفريق عبد الفتاح السيسي أمس وأعلن فيه تولية رئيس مؤقت للبلاد وعزل الرئيس محمد مرسي، والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة. وعاد الزحام مره أخرة للشارع المصري، بعد خمسة أيام كانت الشوارع شبه خالية بسبب حالة الخوف من وقوع أحداث عنف بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي، ومارست المصالح الحكومية أعمالها بشكل طبيعي. غير أن هذه الفرحة التي بدت واضحة في العيون لم تستطع أن تخفي خلفها حالة القلق التي عبر عنها البعض، من المستقبل خوفا مما أسموه بردود فعل غاضبة على إقصاء مرسي، بالرغم من التصريحات المتتالية التي خرجت من قياديين إسلاميين وبينهم القيادي بجماعة الإخوان تؤكد اعتمادهم فقط الخيار السلمي لستعادة شرعية الرئيس مرسي. ميدان التحرير وهو من الميادين الرئيسية التي عبر فيها المصريون عن رغبتهم في التغيير، طغت عليه حالة من الفرحة، اختفت معها أي مظاهر للخوف من المستقبل. إبراهيم حمدي عبر عن فرحته بكتابة اسم الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة على ذراعيه للتعبير عن تقديره للقرار الذي اتخذه السيسي بالوقوف إلى جانب " الشرعية الشعبية ". إبراهيم الذي فتح ذراعيه للكاميرات لتصوير تلك اللقطة، قال لمراسل الأناضول: " هذا ما أستطيع القيام به للتعبير عن تقديري، لو كان بإمكاني أن أفعل غير ذلك لفعلت ". ما فعله إبراهيم هو طريقة تعبير تبدو ذات طابعا شبابيا، تختلف عن تلك التي عبر بها فتحي محمد عن تقديره. فتحي وجد في عناوين الصفحة الأولى من جريدة " الدستور " الخاصة ما يعبر به، حيث رفع الجريدة التي حملت عناوين مؤيدة للفريق السيسي، وقال لمراسل الأناضول: " فكرت ماذا أفعل للتعبير عن فرحتي، فلم أجد وأنا في طريقي للميدان سوى هذه الجريدة، التي قالت عناوينها ما أريد أن أقوله ". هذه الفرحة التي بدت واضحة في عين فتحي ورفاقه المتواجدين في ميدان التحرير، لم تمنعهم من التأكيد على واحدة من أهم أسباب نجاح التظاهرات المناهضة للرئيس مرسي وهي الوحدة بين المسلمين والأقباط. وقال وائل أبو الفتوح الذي حمل لافتة يقول مضمونها " مسلم + مسيحي = مصري " : "لا أريد أن أسمع عن وقوع حوادث فتنة طائفية مجددا ، مصر بلد واحد بمسلميه وأقباطه". وبينما كان أبو الفتوح يتحدث لمراسل الأناضول أعلنت المنصة الرئيسية في الميدان عن وصول سيارة محملة بوجبات الإفطار للمعتصمين تبرع بها فاعل خير، ليجد في تدافع عدد ليس بقليل منهم على السيارة ما يجعله يؤكد على أمر آخر وهو الإهتمام بالبسطاء. وقال: " شاهدت تدافع الناس على الوجبات هذه لقطة تقول الكثير، نريد أن نهتم بهؤلاء، بدلا من أن تشغلنا الصراعات السياسية ". وخارج ميدان التحرير بدا هناك فرح ممزوج بحالة من القلق والخوف من المستقبل، لخصة محمد عبد المنعم في قوله: " عندي حالة غريبة .. انا سعيد وفي نفس الوقت خائف ". وتابع: " سعيد بانتصار إرادة الشعب المصري، وخائف من اضطرابات يمكن أن تشهدها مصر بسبب رد فعل التيار الإسلامي " . وأضاف: " نريد من الأمن المصري اليقظة خلال الفترة المقبلة حتى تعبر مصر هذه الأزمة". وعلى الجانب الآخر، يبدي أنصار الرئيس المقال محمد مرسي إصرارهم على التمسك ب"شرعيته الدستورية" وعلى المطالبة بعودته لممارسة مهام منصبه، حيث يواصلون اعتصامهم في عدة ساحات بالقاهرة والمحافظات ويعتزمون تنظيم مؤتمر في وثت لاحق عصر اليوم بميدان رابعة العدوية بالقاهرة.